استبشر المغاربة خيرا بعد وصول "عريضة الحياة" إلى أيدي سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، وهي العريضة التي أطقلها الأستاذ "عمر الشرقاوي" ووقعها الآلاف من المغاربة، موجهة للحكومة من أجل احداث صندوق لمكافحة السرطان. في المقابل رفضت الحكومة إحداث الصندوق، لكنها اقترحت بدائل لا تقل أهمية عن موضوع العريضة، أهمها مقترح الحكومة تعميم التلقيح ضد الفيروس المتسبب لسرطان العنق للفتيات . وعبر المغاربة عن صدمتهم الكبيرة بعد هذا المقترح ، لكون أغلبهم كان يجهل وجود لقاح يحمي من سرطان عنق الرحم، محملين المسؤولية لوسائل الإعلام العمومية التي لا تتطرق إلى مثل هذه المواضيع، وكذا أطباء الأطفال الذين لا ينصحون الأمهات بتلقيح بناتهم بهذا اللقاح الذي يمكن أن يحمي البنت عندما تكبر من أحد أخطر الأمراض المميتة. ويعتبر سرطان عنق الرحم أول سرطان استطاع العلم أن يكتشف لقاحا فعالا يحمي منه، وهو لقاح ضد فيروس HPV حيث يعطى للفتاة قبل البلوغ أو قبل بداية حياتها الجنسية عند الزواج، وهو متوفر في المغرب حسب مصادر طبية، بأسعار تتراوح ما بين 300 و750 درهم، ويعتبر العالم الأمريكي من الأصول المغربية منصف السلاوي أحد المشاركين في تطوير لقاحات للوقاية من سرطان عنق الرحم . ويوصَى بإعطاء لقاح الفيروس المسبب للورم الخبيث بانتظام للفتيات في عمر 11 و12 عامًا، على الرغم من أنه قد يُمكن إعطاؤه في سن مبكر عند بلوغهم عمر 9 أعوام، ومن الأفضل أن يتلقى كلٌّ من الفتيات والفتيان اللقاح قبل الاتصال الجنسي وتعرُّضهم للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. وكان العثماني قد كشف أنه ابتداء من سنة 2021، سيتم الشروع في تعميم التلقيح ضد سرطان عنق الرحم لكافة الفتيات في سن الحادية عشر، الذي يهم حوالي 350 ألف فتاة سنويا، وسيمكن من القضاء على هذا النوع من السرطانات بالنسبة للأجيال الصاعدة، علما أن المملكة تسجل 1500 حالة جديدة سنويا، ويكلف علاج كل واحدة منها ما يناهز 100 ألف درهم.