ارتفعت حالات الإصابة بسرطان الشرج لدى الرجال والنساء في 13 بلدا من أصل 18 يقعون في أميركا الشمالية والجنوبية وفي أوروبا الشمالية والغربية وفي أستراليا حسب الدراسة الأخيرة التي أصدرتها الجمعية الأميركية للسرطان في مجلّة International Journal of Epidemiology. وأعربت الدراسة هذه أنّ نوع السرطان الشرجي الذي يتنامى انتشاره حاليا هو من نوع الورم على نطاق الخلايا الحرشفية في الهامش الشرجي Carcinome épidermoïde anal والذي هو على صلة وثيقة بالتقاط فيروس الورم الحليمي البشري Human papillomavirus (HPV) . ينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق النشاط الجنسي الكثيف وتعاطي الجماع الشرجي وتعدّد الشركاء الجنسيين. علما أنّ فيروس HPV المؤدّي للإصابة بسرطان الشرج هو نفسه المسبّب لسرطان عنق الرحم والمهبل وسرطان الحنجرة الذي ضرب صيف عام 2010 الممثل العالمي مايكل دوغلاس، مُبْقيا إيّاه في حالة صحية حرجة إلى أن شُفي منه بعد مُساندة زوجته الممثلة كاترين زيتا-جونس التي وقفت بجانبه طيلة فترة العلاج الكيماوي. إلى ذلك، لفتت الدراسة المذكورة إلى أن اللقاحات المحصّنة ضد التقاط فيروس HPV بمقدورها إبطاء نموّ وتطوّر خلايا سرطان الشرج وتقليص حالات الإصابة بها في العالم. يتوفّر حاليا لقاحان للوقاية من عدوى فيروس HPV هما Gardasil وCervarix اللذين من المحبّذ تحصين الفتيان والفتيات بواحد منهما بدءا من عمر التاسعة لرفع درجة سلامتهم ومأمونية حياتهم الجنسية. كما أنّ الذين هم ما دون عمر الأربعين معنيون أيضا بالحصول على هذا اللقاح خاصّة إذا كانوا من غير المخلصين لشريك جنسي واحد. علما أنّ سرطان الشرج وإن كان من بين السرطانات غير المألوفة إلاّ أنّه أصاب عام 2008 حسب التقديرات 27 ألف إنسان في العالم. الإيضاحات مع ناجي عون، الدكتور في الأمراض الجرثومية والتناسلية.