لم يكن غريبا إصدار بلاغ يمنع التنقل قبيل عيد الأضحى مع أنصاف الليالي، ولم يكن عجيبا إقامة عيد الأضحى، ولا حتى غرائب الدخول المدرسي وما رافقه من ضبابية كانت متوقعة في دولة تبيع المواطن ولا تهتم لأمره وتفضل الاقتصاد عليه والربح أساس قيامها، على حساب البسطاء الذين يحركون عجلة مالهم واقتصادهم من الدرك الأسفل من المعاناة والإهمال والاحتيال على عرقهم، طبيعي أن نعيش هذه الكوابيس مع أشباح نصبت على أرض وطن لولا أجداد أولئك البسطاء المكافحين لما صار اليوم لهم ولو لم يكن في الحقيقة لهم يوما؟؟؟ دولة نجاحات بشهادة العالم تعبث اليوم بصحة المواطن حين قدمته للوباء على طبق من ذهب، في معامل تفتقد لأبسط شروط السلامة، في خدمات تهدد سلامتهم يوميا، بتحفيزات تنهكهم ، وبقرارات تجعل الموت نصب أعينهم في كل لحظة، تحت شعار "الوباء حولكم ومستشفيات مهترئة تنهيكم" لما تتضمنه من تجهيزات ناجحة تجعل العالم يغار من بساط المرضى لأراضي مشققة، من مساومات على حياة المرضى، من أجهزة تقتل بقدر ما تنقذ، من خصاص مهول في الأطر الطبية وتشجيعهم على إنقاذ حياة المواطن باحتقار وانتهاك حقوقهم وهضمها، وتضرم النار في قلوب المواطن المكلومة، في فواتير الكهرباء ووسائل العيش وضمان قوتهم اليوم أصبح مشقة أمام هروب الدولة من تحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع نتيجة قراراتها الارتجالية، وأمام غياب هدف حماية المواطن قبل كل شيء وجعله يدا عاملة تسهم بتضحية وكفاح لتطوير وتنمية وطنها ، تستفز ما لديهم من كرامة و تلعب على قدرة تحملهم لصدمات مجموعة من البيروقراطيين والاستغلاليين، تنشر الجهل في صفوفهم حتى صار الوعي شبه مستحيل لهم، في وقت نحن بحاجة فيه إليه فما وجدنا غير قاعدة القطيع التي أسس لها لسنوات حتى أتت أكلها ونضجت فحصدوا ما زرعوه، وها نحن نضحي بأرواحنا في وطن لا يحتاج إلى مزيد من التضحيات بقدر ما يحتاج منا إلى المزيد من النضال، المزيد...نحو تغيير سيلوح عاجلا أم أجلا.
ماذا كان سيحدث أيام الحجر الصحي لو أغلقت المعامل والمصانع لنتشارك هما واحدا تسعفه الدولة بالتضامن والمؤازرة مع المواطن؟ وكيف سيكون الوضع لم تم إلغاء عيد الأضحى بفتوى كما أغلقت المساجد ومنعت فريضة الصلوات لأشهر عدة؟ ماذا سيقع لو أجل الموسم الدراسي لفترة حماية
لأجيال غد نريده مشرقا لا العكس؟ ما الفائدة من تشجيع سياحة داخلية والتهديد والوعيد على تنقلات المسافرين في الحين ذاته؟ وما دور تطبيق خدعة "عين شافت عين ماشافت" في مختلف القرارات والهروب منها وتعليق شماعة فشلكم علينا؟
● أسئلة كثيرة تطرحها بلاغاتكم الليلة، وضجيج وفير يسمع من قراراتكم الفاشلة، وشكوك تراودنا وتجعلنا نتساءل وحين لا نجد الجواب نستهتر لنعيش، لنحصل على لقمة عيش رهنتموها بكم، ففي النهاية أنتم وباء نعاني منه لسنوات عجاف، وهو أبشع من كورونا على أية حال من الأحوال، فكورونا تنهك الأجساد وتعيدها إلى حيث أتت، أما أنتم فتعلقونها بين السماء والأرض في احتضار دائم واشتياق إلى نهاية ستنهي معاناة انتظار قاسية شفانا الله وإياكم منها