ظاهرة السحر هي ظاهرة موجودة منذ ظهور الإنسان بالأرض وكذلك هي ظاهرة كونية ،لكن هي موجودة في مجتمعنا المغربي ،ولها مبرر ديني ،أي أن الساحر لا يقدم نفسه كساحر أو مشعوذ بل يبررها بأنه "بجوادو وبراكتو " ،بل وله بطاقة التعريف يسمي نفسه عالم روحاني فالسحر اليوم يشكل إقتصادا مهما، يتكون زبون وبضاعة معدة للسحر وساحر ولأن مجتمعنا بها هشاشة في عدة مجالات ،نجد هناك من يحاول أن يبرر الهشاشة بشكل منطقي علمي ،إلا أن فئة عريضة تبرره تبريرا ميتافيزيقيا خرافيا ،كمثل أنه عند رأيتنا لرجل وإمرأة كزوجان منسجمان ،يتم تبريره بأنها سحرته أو "موكلاه سبردينة" أو عند نجاح شخص ما يتم تبريره بكونه "طايح على شي فقيه كيجمد لماء" ،وعاشوراء يرتبط بها سحر المحبة والتفرقة ،أي سحر جلب الرجل أو الإمرأة موضوع السحر أو سحر التفرقة بين مثلا الرجل وزوجته أو العائلات فيما بينهم ، لكن إذا بررناه علميا ستجد هناك خلافات ما منطقية تجعل الزوجان ينفصلان أو ما إلى ذلك ،ففي سنة 2005 كانت هناك ظاهرة " الساماوي" التي كان أبطالها مجموعة من منتحلي صفة الصالحين يسرقون الناس بكلامهم الذي ينبني على غير العادة والذي يصاحبه تعاويذ محفوظة وطبعا لابد من أكسيسوار الذي عبارة عن جلباب وغيرها من الأمور ،فعندما تسئل الضحية التي غالبا يكن نساء، تجيب بأنها تعرضت لتنويم ما ،وفي الحقيقة لم تتعرض لا لتنويم ولاهم يحزنون ،بل فقط سمعت ما يجول في خاطرها من مشاكل وهموم التي نشترك فيها جميعا لأننا بشر ولسنا ملائكة ،وغالبا الجاني يقوم ببحث مسبق لضحيته قبل أن يسقطها في فخه ،فالسحر ظهر في بدايات البشرية كجواب للإنسان حول ما يوجد حوله من ظواهر طبيعية كالبراكين و النار ومن جبال وما إلى ذلك ،كان ضروري من ساحر يجيبه عن أسئلته الحارقة حول ما يحيط به ،ودائما ما يتم التلازم بين الساحر ورجل الدين منذ العصور الأولى من تاريخ البشرية ، ،لأنه لم يكن هناك علم ولا منطق بعد يجيب علميا عن ما يجري في الكون ، أما اليوم فالسحر ما هو إلا إجابة موضوعية عن عجزنا عن إدراك العالم ومسايرته ،فالسحر الحقيقي هو سحر العلوم والتكنولوجيا وما وصلت إليه البشرية من تطور هائل والتي وجب أن نسحر به في الحقيقة .