حتى لا نخطئ التقدير في الكلام ونتهم بالغوص في الظلام فيجب ان نعترف أن عددا ليس بالهين من ساكنة مدينة الفنيدف تعيش ظروفا مأساوية وكأنهم خرجوا من حرب حديثة أو كأنهم أنهم في آخر مرحلة من مراحل السحق . ومع تجاهل المسؤولين هذه المعانات وانعدام حلول تعجل بوضع حد لهذه الأزمة الخانقة أصبح الوضع بمدينة الفنيدق، يدق ناقوس الخطر لكونه ينتقل من سيئ إلى أسوأ ، خاصة مع انعدام أية بوادر للخروج من هذا النفق المظلم. فمن جهة، هناك مستقبل ضبابي مجهول وربما ملغوم يلوح في أفق المدينة، وما يزكي ذلك ما يتداول عنها من كونها تحتل مرتبة متقدمة في البطالة وانعدام فرص الشغل ، ومشاريع على شفى حفرة أو أدنى من النسيان والأزمات تلاحق المدينة في كل المجالات. من جهة أخرى، مستقبل المدينة كان مرهونا بالتهريب المعيشي، غير أنه بعد اغلاق المعبر تم خنق شرايين الاقتصاد بالمنطقة مع انعدام أي سيولة أو تدفقات مالية او مشاريع تنموية مدرة للدخل ، مما اصبح من اللازم الخروج من هذا الوضع الخطير لكي تعود الحياة الى حالتها الطبيعية وإنقاذ ما يمكن انقاذه لأن درجة السخط في تصاعد والبطون الجائعة لا تعترف إلا بلغة الخبز ،لذا فإنه ولكل تلك الاعتبارات، سواء كانت اجتماعية أو إنسانية. ومن هذا المنطلق فقط، يمكن لنا أن نتصور أن مستقبل المدينة يعرج بنا نحو طريق مسدود ومظلم ليس به أية آفاق واضحة المعالم ، وبالتالي فإن هذا الواقع يجعلها على كف عفريت وفوق صفيح ساخن، بحيث أن الوضع يزيد تأزما يوما بعد يوم، ومساحة الفقر والهشاشة تزدادا توغلا واتساعا، ومع كل هذا الوضع المحفوف بالمخاطر على المستوى الاجتماعي خصوصا، فإنا نرى أن مسؤولينا لا يبالون بما يجري، رغم خطورته على الأمن والاستقرار الاجتماعي، وهو ما ينذر بعواقب قد تكون وخيمة على المدينة وساكنتها إن سارت الأمور على نفس المنوال...!!