لم يكن شاب مغربي ينحدر من مدينة تطوان يتصور أن يصبح مهددا بفقدان مصدر رزقه وتصريح الإقامة والعمل اللذين حصل عليهما بشق الأنفس ببلغاريا بعدما كابدت أسرته الأمرين لتبعثه إلى هناك، حيث أوقعه إغلاق المغرب لحدوده بعد تفشي جائحة كورونا في ورطة حقيقية يصعب إيجاد حل لها. مصادر مقربة من عائلة الشاب روت تفاصيل الواقعة لموقع أخبارنا، حيث قالت أن البطاقة الوطنية للمعني بالأمر انتهت مدة صلاحيتها أواخر سنة 2019، وهو ما جعله يحجز تذكرة نحو المغرب في شهر أبريل من أجل تجديد الوثيقة وزيارة أسرته، إلا أن إغلاق الحدود بين دول العالم حال دون قدومه. المشكل بدأ عندما توجه الشاب إلى قنصلية المملكة ببلغاريا لتجديد جواز سفره الذي سينتهي في غشت القادم، وهي الوثيقة الثبوتية التي تعترف بها السلطات البلغارية، حيث رفض الموظف المسؤول إتمام الإجراءات لكون البطاقة الوطنية منتهية الصلاحية، وعندما حاول تجديدها هناك اكتشف أن المصالح الديبلوماسية المغربية ببلغاريا غير مخول لها ذلك، وعليه ان يتوجه إلى قنصلية المملكة بتركيا باعتبارها أقرب بلد. القصة لم تنته هنا، إذ وبمجرد وصوله إلى الحدود البلغارية التركية، رفض الأمن التركي السماح له بالدخول، لأن القانون يشترط على الأجانب أن يتوفروا على جواز سفر بمدة صلاحية لا تقل عن شهرين كحد أدنى، ليعود خاوي الوفاض. أسرة الشاب حاولت بدورها التحرك بالمغرب، والعمل على تجديد بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بابنها وإرسالها إليه، إلا أن السلطات الأمنية المغربية ورغم تفهمها للأمر لم تقبل بذلك لكون المعني بالأمر مطالب بالحضور شخصيا لأخذ بصماته. وتقول مصادرنا أن الشاب سيكون مهددا بالطرد من العمل ومن بلغاريا ككل شهر غشت القادم ما لم يعمل على تجديد جواز سفره وأوراقه الرسمية هناك، ولحد الآن لا يعرف أفراد عائلته حتى الجهة التي يمكن أن يتوجهوا إليها لإنقاذ مستقبله من الضياع.