تفاجأت ساكنة جماعة بني صالح التابعة ترابيا لقيادة بني دركول دائرة باب تازة بإقليم شفشاون صبيحة أمس الخميس 18 يونيو 2020 بطائرة تحوم فوق مداشر الجماعة وهي ترش مبيدات فوق المحاصيل الزراعية لساكنة المنطقة التي انتابتها موجة من الذعر والقلق، خاصة في صفوف النساء اللائي كن ساعتها في الحقول يجنين محاصيلهن الزراعية، حيث أطلقن سيقانهن للريح تحت سيل من الصراخ والعويل، اعتقادا منهن أن تلك المبيدات تحوي مواد سامة وخطيرة، وهو الأمر نفسه الذي اعتقده باقي أبناء الجماعة الذين دخلوا في دوامة من الشكوك والتوجسات. ولدى ربط الاتصال بعمالة شفشاون للاستفسار عن الأمر، أكد المسؤولون بالعمالة أن هذه الأخيرة لا علاقة لها إطلاقا بهذه القضية، وأنهم - مسؤولو العمالة - لا علم لهم بهذا الأمر أساسا، ولم تصدر أي تعليمات من لدن السلطات العاملية بالإقليم أو المحلية بالمنطقة لاستقدام أي طائرة أو رش مبيدات فوق حقول الجماعة، وهو الأمر الذي زاد من حيرة ساكنة الجماعة التي باتت تتساءل بشدة عمن يقف وراء هذا الإجراء التي وصفتها ب"الكارثي وغير المسؤول"، لما نتج عنه من أضرار لمحاصيلها الزراعية، والمتكونة أساسا من الحبوب وبعض القطاني، وما تسبب فيه من هلع ورعب في نفوسها. هذا، وبعد التحري الدقيق في المسألة، تم التوصل إلى أن هذه العملية تمت تنفيذا لتعليمات مهندس بالمندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بشفشاون . وجدير بالذكر أن جماعة بني صالح باتت مؤخرا مسرحا لاستهداف محاصيل ساكنتها الفلاحية، رغم كونها غير معنية تقريبا بعملية محاربة زراعة الكيف لكون معظهم ساكنتها لا تتعاطى لهذه الزراعة وأراضيها الصالحة للزراعة، على صغر مساحتها، يتم استغلالها في زراعة الحبوب والقطاني، إضافة إلى بعدها الجغرافي حيث تقبع بين الجبال بعيدا عن الأنظار، وهو الشيء الذي جعل أبناءها يطرحون جملة من التساؤلات حول ماهية هذا الاستهداف الذي يطالهم، رغم قساوة الحياة التي يرزحون تحت وطأتها، مما كان سببا رئيسيا في ارتفاع عدد حالات الانتحار بالجماعة مؤخرا.