أعلن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، الأستاذ محمد جاي منصوري، أن تجربة التعليم عن بعد ستعرف استمرارية في القريب المنظور ، وذلك بالنظر لما أثبتته من دور كبير في ضمان الاستمرارية البيداغوجية لفائدة التلميذات والتلاميذ، مبرزا عزم الوزارة الوصية على تنمية هذا النمط من التعليم وتطويره كما ينص على ذلك القانون الإطار 51.17 في المادة 33. وأكد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تجربة التعليم عن بعد سيتم ترصيدها ودراسة نتائجها بهدوء وروية من اجل استخلاص الدروس، ومعرفة أوجه القوة، وكذا الجوانب التي تحتاج الى تطوير. وتبعا لذلك، فمن المنتظر مأسسة العمل بالتعليم عن بعد باعتباره مكملا للدروس الحضورية عبر اصدار مذكرات تنظيمية بهذا الخصوص. وذكر الأستاذ منصوري بأن الأكاديمية الجهوية لسوس ماسة أنتجت ما مجموعه 959 موردا رقميا متعلقا بالدروس والتمارين ومضامين خاصة للاستعداد للامتحانات الى حدود متم شهر ماي 2020، حيث اعتبر أن هذا الإنجاز " غير مسبوق"، مشيرا إلى أن هذه العملية تجند لإنجازها فرق جهوية بلغت 20 فريقا مشكلا من 128 إطار تربوي من مفتشين وأستاذات وأساتذة، دون احتساب المضامين التي تم انتاجها محليا بالمديريات الاقليمية أو المؤسسات التعليمية. كما ذكر بأن أكاديمية جهة سوس ماسة تكلفت بإنتاج المضامين الرقمية للسنة الأولى ابتدائي والسنة الثانية باكالوريا (شعبتي الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل)، ولا تزال الفرق مشتغلة لإنتاج المضامين التي يتم عرضها على منصة "تلميذ تيس"، والقنوات التلفزيونية. وأضاف الأستاذ محمد جاي منصوري أنه تم إحداث اقسام افتراضية بالمؤسسات التعليمية حيث بلغ عدد الأقسام المنشأة 65652 قسم افتراضي، بنسبة تغطية تصل إلى 97.47% ، في حين بلغ هذا العدد بمؤسسات التعليم الخصوصي 7948 قسما افتراضيا، بنسبة تغطية وصلت إلى 69.88 في المائة. وبالموازاة مع ذلك عملت الأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية على إطلاق عدة مبادرات فردية من أجل التواصل المباشر مع التلاميذ باستعمال المتاح من وسائل التواصل الاجتماعي، مسجلا أن تجربة التعليم عن بعد مكنت من ربح كفاءات عالية ساهمت في إنتاج الموارد الرقمية والتي لا بد أن تكون لها كلمتها في المستقبل القريب. وبخصوص تدبير ملف التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات الباكالوريا، أكد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة أن تدبير هذا الملف بالنسبة لهذه السنة يتم وفق رؤية شمولية تروم لتنزيل خطة جهوية تستحضر المستجدات الصحية المتمثلة في تفشي فيروس كورونا المستجد. وأوضح أن الاشتغال على هذا الملف يجري وفق التوجهات الكبرى للوزارة، والمتمثلة أساسا في تقوية وسائل التحضير للامتحانات عبر الانكباب على تعزيز دور التعليم عن بعد في هذه المسألة، واستغلال ما تتيحه التقنيات الحديثة لتأطير التلامذة، وتمكينهم من مقومات النجاح ، إضافة إلى ضبط مضامين الدروس الحضورية والمشاركة في إعداد الأطر المرجعية التي ستعتمد في إعداد مواضيع الاختبارات وطنيا. وأضاف أن الأكاديمية تمكنت بفضل التنسيق مع جامعة ابن زهر أكادير، من إعداد سيناريو اعتماد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، والقطب الجامعي وكلية الشريعة بمدينة أيت ملول (عمالة إنزكان أيت ملول)، والكلية متعددة التخصصات بتارودانت، كمراكز لإجراء الاختبارات الكتابية. وعلاوة عن ذلك، أفضى التنسيق مع المجلس الجماعي لأكادير إلى اعتماد القاعة المغطاة "الانبعاث"، والقاعة الرياضية محمد الزرقطوني، كفضاءين مناسبين لإجراء الاختبارات، هذا بالإضافة إلى المؤسسات الثانوية بكافة المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. وأكد السيد منصوري حرص الأكاديمية خلال إجراء امتحانات الباكالوريا على التقيد بالإجراءات الاحترازية للوقاية والتصدي لجائحة "كوفيد 19" حفاظا على سلامة مترشحات والمترشحين، وكذا جميع المتدخلين، مشيرا إلى أنه تم إعداد خطة جهوية لربح هذا الرهان. ومن أهم الإجراءات التي تتأسس عليها هذه الخطة، هناك على سبيل المثال لا الحصر، اعتماد فضاءات مفتوحة خارج البنية التحية التعليمية لما توفر من شروط السلامة الصحية للمترشحين، والأخذ بالتدابير الوقائية، مع الحرص على مبدأ التباعد الاجتماعي. وتوفير وسائل الحماية لكافة المترشحين والمتدخلين عبر اقتناء الكمامات ووسائل التعقيم وتوفيرها بكل فضاءات مراكز التصحيح والاجراء. ومن هذه الإجراءات أيضا ،هناك التنسيق مع السلطات المختصة قد تعقيم القاعات والمرافق الإدارية قبل إجراء كل مادة، وبشكل يومي طيلة الاختبارات، إضافة إلى إنتاج مجموعة من الموارد الرقمية قصد التوعية والتحسيس في أوساط المترشحات والمترشحين،تهتم بالجوانب المتعلقة بالسلامة الصحية والوقاية. وخلص الأستاذ محمد جاي منصوري إلى التذكير بأن جهة سوس ماسة من بين جهات المملكة التي تعرف اعداد كبيرة للمترشحين لامتحانات البكالوريا هذه السنة بحكم اتساع مساحتها الجغرافية، حيث بلغ العدد الإجمالي للمتمدرسين 27948 ، منهم 2978 بالتعليم الخصوصي، أما عدد المترشحين الأحرار هذه السنة فقد عرف ارتفاعا حيث بلغ 8036 مترشحة ومترشحا. وستعرف الفترة الأولى حضور كافة المترشحين الأحرار لاجتياز الاختبارات الجهوية، أي 8036 مترشحة ومترشحا، فيما ستعرف الفترة الثانية حضور 14906 من مترشحي الشعب والمسالك الأدبية والأصيلة المتمدرسين والأحرار، لاجتياز مواد الاختبار الوطني يومي 3و4 يوليوز، أما بالنسبة للفترة الأخيرة، فستتميز بحضور 21078 من مترشحي المسالك العلمية والتقنية والمهنية لاجتياز مواد الاختبار الوطني أيام 6و7و8 يوليوز.