فرصة تاريخية بحق تلك التي أتيحت للفاعلين في مجال السياحة بالمغرب بعدما تسببت أزمة كورونا وما أعقبها من إغلاق للحدود وحرمان أزيد من مليون مغربي من قضاء عطلتهم خارج المملكة . هؤلاء السياح الذين اعتادوا على السفر إلى الدول الأوروبية والآسيوية هم في الغالب من الطبقة المتوسطة العليا أو الطبقة الغنية، أي أن السفر لقضاء العطلة أصبح روتينا ثابتا في برنامجهم السنوي، وبالتالي فهم يشكلون كنزا حقيقا للفاعلين المغاربة في القطاع السياحي إن أحسنوا استغلال الفرصة وتمكنوا من إغراءهم بعروض قوية للسياحة الداخلية. فالكل يجمع الآن على أن الحل الوحيد لتفادي إفلاس مئات الوحدات الفندقية يتمثل في المراهنة على السائح المغربي الذي ظل مهمشا طيلة سنوات، فالعروض التي واظب على تقديمها الفاعلون السياحيون بالمملكة كانت دائما غير تنافسية بالمرة، لا من حيث الثمن ولا من حيث جودة الخدمات، فقضاء أسبوع واحد في الجنوب الإسباني يكون أرخص بما بين 25 و 50 في المائة من قضاء نفس المدة في مراكش أو أكادير وبظروف نقل وإقامة وتغذية لا تقارن صراحة. فقد بات واجبا اليوم أن تتدخل وزارة السياحة لإقناع الشركات السياحية بتخفيض أسعار خدماتها بشكل كاف لإغراء السائح المغربي، وعدم انتظار "فلوس الدولة" لإنقاذ مشاريعها من الإفلاس، وتنويع العروض وتحليل الأسباب التي كانت تدفع المليون مغربي لصرف ما يفوق 20 مليار درهما سنويا لدى الغير.