أصبحت عالمة الفيروسات الصينية شي تشنغ لي الاسم الأكثر بحثا على محرك غوغل بعدما تسربت معلومات أكيدة تفيد بأنها من بين أفراد الفريق العلمي الذي تمكن بالفعل من التوصل إلى الحقيقة الكاملة لفيروس كورونا وطريقة انتشاره.. الأخبار التي تم تداولها مؤخرا خلفت زوبعة في الصين بعدما قيل أن "المرأة الخفاش" انشقت وهربت من الصين بمساعدة أمريكية بعدما قدم للولايات المتحدة وثائق في غاية السرية عن الأبحاث التي جرت داخل مختبر ووهان الصيني، وهي الأنباء التي تم نفيها. من هي شي تشنغ لي؟ شي تشنغ لي هي عالمة فيروسات وكاتبة صينية. وهي باحثة في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات (جزء من الأكاديمية الصينية للعلوم)، ويعود لها الفضل في اكتشاف أصل فيروس السارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، وهو من عائلة كورونا) وكيفية انتقاله للبشر، حيث تمكنت مع فريقها البحثي عام 2005 من التوصل إلى أن الخفافيش هي المصدر الرئيسي للفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس. وفي ديسمبر الماضي، شكّلت شي فريقا بحثيا مكونا من اثني عشر عالما من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، بهدف دراسة فيروس كورونا المستجد، ونشر الفريق في فبراير الماضي مقالا مجلة نيتشر العلمية بعنوان: “تفشي الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا جديد مصدره المحتمل الخفافيش”. وأشارت الدراسة إلى نجاح عقار هيدركسي كلوروكين في الحد من انتشار الفيروس في المختبر. كما كشفت أيضا نجاح العقار التجريبي ريدمسيفير (المملوك لشركة غيلياد ساينسز) في الحد من انتشار الفيروس. فك الشفرة الوراثية لكورونا وبرز اسم شي تشنغ لي أخيرا بعدم تمكنت من اكتشاف التركيب الجيني لفيروس كورونا المستجد، حيث توصلت العالمة الصينية إلى أن الفيروس مرتبط بخفافيش على شكل حذوة حصان، مشيرة إلى أن هذا النوع من الخفافيش لا يوجد في مدينة ووهان، بل في مقاطعة يونان جنوبي الصين. كما أكدت أن الفيروس الجديد يشبه فيروس السارس الذي ضرب 33 دولة عام 2002. لكن وسائل إعلام تحدثت عن تلقي شي “تهديدات” من قبل السلطات الصينية، وخاصة بعد تسريب التسلسل الجيني للفيروس ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعهدت العالمة الصينية وفريقها بعدم الحديث مجددا إلى وسائل الإعلام، وخاصة أن شي كشفت عن إمكانية انتقال فيروس كورونا بين البشر قبل أسبوع من إعلان الحكومة هذا الأمر بشكل رسمي، وهو ما دعا بعض الدول الغربية لاتهام الصين بمحاولة “التكتم” والتضليل بشأن المعلومات المتعلقة بالفيروس القاتل.