أشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريح لصحيفة بيلد أم زونتاغ في عددها الصادر اليوم الأحد (26 أبريل/ نيسان 2020) إلى ارتفاع عدد حالات العدوى في منتجع إيشغل النمساوي للتزلج التي يُعتقد أن الكثير من السياح الألمان التقطوا العدوى. وقال الوزير الألماني موضحاً: "لقد شهدنا بالفعل ما يمكن أن تفعله العدوى الجماعية في منتجع عطلات مزدحم في الدول التي أتى منها السياح. لا يجب أن يتكرر ذلك". ويعتقد أن مئات من السياح من دول مختلفة بينها ألمانيا والنرويج وإيسلندا جاءتهم العدوى من إيشغل. وواجهت السلطات المحلية اتهامات بالتراخي في التحرك بعد أن اتضح أن الفيروس وجد أرضاً خصبة في حانات المنتجعات المزدحمة وانتشر في إيشغل لمدة شهر قبل أن يتم فرض حجر صحي هناك في 13 مارس/ آذار الماضي. سباق أوروبي غير معلن لرفع الحجر ورفعت السلطات النمساوية الأسبوع الماضي إجراءات الحجر الصحي المفروضة على ثلاثة من أشهر منتجعات البلاد من بينها إيشغل قبل أيام من انتهاء فترة القيود. وقال ماس إن "السباق الأوروبي على من يسمح بحركة السياحة أولاً سيؤدي لمخاطر غير مقبولة". وأكد أن أوروبا بحاجة للاتفاق على معايير مشتركة لعودة حرية التنقل والسفر "في أسرع وقت ممكن لكن بكل المسؤولية التي تقتضيها الضرورة". وأضاف كبير الدبلوماسية الألمانية بالقول: "لا يجب علينا أن نترك النجاحات التي حققناها بعد عناء في الأسابيع القليلة الماضية تذهب هباء"، مشيراً إلى أن التعجل قد يؤدي لفرض قيود على السفر لفترات أطول بكثير. وأظهرتبيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم الأحد أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع بواقع 1737 إصابة إلى 154175. وكان عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد قد ارتفع أمس بواقع 2055. وأضاف المعهد اليوم الأحد أن عدد الوفيات زاد بواقع 140 إلى 5640. في سياق متصل، اعتقل عشرات المتظاهرين ضد إجراءات الإغلاق في برلين أمس السبت بتُهمة انتهاك إجراءات الإغلاق المتّخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وشارك نحو ألف شخص في التظاهرة التي تحوّلت حدثًا أسبوعيًّا في العاصمة الألمانيّة للتظاهر ضدّ إجراءات الإغلاق. واجتذبت تظاهرة السبت ناشطي اليسار المتطرّف خصوصاً، لكنّ أنصاراً لليمين وأعضاء في جماعات أخرى شاركوا فيها أيضاً. ووضعت الشرطة حواجز حول ساحة روزا لوكسمبورغ حيث كان المتظاهرون يتّجهون، وسمحت لهم بالتجمّع في طرق محيطة. وقالت الشرطة على تويتر لاحقاً إنّ التظاهرة "لا تتماشى مع القواعد" المعمول بها لمنع انتشار فيروس كورونا"، طالبةً من المشاركين التفرّق. وارتدى بعض المتظاهرين قمصانًا عليها عبارات تتّهم المستشارة أنغيلا ميركل ب "حظر الحياة"، بينما طالب آخرون ب"الحرّية". ورفع البعض لافتات تحمل شعارات مثل "أوقفوا لوبي الأدوية". ولم تمنح السلطات ترخيصًا للتظاهرة، بسبب قواعد الطوارئ في برلين التي تحظّر تجمّع أكثر من 20 شخصًا. ودعا الموقع الإلكتروني لمنظّمي الاحتجاج إلى "إنهاء حال الطوارئ"، مقلّلًا من شأن التهديد الذي يُشكّله الفيروس. وعلى غرار ما يحصل في بلدان أخرى، بدأ الاستياء العام من إجراءات العزل يتزايد في ألمانيا تدريجياً، رغم أنّ شعبيّة ميركل لا تزال مرتفعة. ولاقت إدارة ميركل لأزمة الفيروس استحسانًا، خصوصًا أنّ عدد الوفيّات الذي بلغ خمسة آلاف في ألمانيا وفق تعداد وكالة فرانس برس، ظلّ أقلّ بكثير من أعداد الوفيات المسجّلة في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا. ويقود اليمين المتطرّف، وهو قوّة المعارضة الرئيسيّة في البرلمان الألماني، حركة الاعتراض على إجراءات الإغلاق. ويتّهم حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني الحكومة بالمبالغة في الخطر الذي يُشكّله الفيروس، مطالبًا بإعادة فتح فوريّة للشركات كافّة.