رفع معهد “روبرت كوخ” الألماني تقييمه لخطر فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) في ألمانيا من مستوى “معتدل” الى “مرتفع”. وأرجع رئيس المعهد لوتار فيلر في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء ببرلين، رفع التقييم إلى زيادة عدد حالات الإصابة، وكذلك إلى الإشارات التحذيرية الصادرة من الهيئات الصحية العامة والمستشفيات.
وناشد فيلر المستشفيات زيادة قدراتها في وحدات الرعاية المركزة. وتجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا 6600 حالة، وفقا لتحليل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) للأرقام الصادرة عن الولايات الألمانية مساء أمس الاثنين. وأوضح هذا التحليل أن أكثر الولايات تضررا هي ولاية شمال الراين فيستفاليا باصابات تجاوزت 2400 حالة تلتها بافاريا بأكثر من 1000 حالة ثم بادن-فورتمبرغ بأكثر من 900 حالة. وبلغ عدد الوفيات جراء الفيروس 16 حالة على مستوى ألمانيا بالإضافة إلى وفاة ألماني آخر أثناء إقامته في مصر. ورجح رئيس المعهد الالماني انتقال وباء كورونا المستجد بين البشر لسنوات، مبرزا “نحن ننطلق من فرضية أن وتيرة العدوى عالميا سوف تستمر لسنتين” على الأقل. وتابع “نحن نعلم أن انتشار الوباء يمر عبر موجات، ونحن لا نعرف بطبيعة الحال سرعتها بدقة. سوف نحتاج إلى سنوات لكي نصل إلى درجة عدوى من 60 إلى 70 بالمائة من الإصابات. وهذا يتعلق بدرجة كبيرة بتطوير لقاح يتم استخدامه”. ويراهن الخبير بأن يحدث ذلك العام القادم. وأشار فيلر الى أن مدة الوباء تعتمد على سرعة تطوير اللقاح ، وعدد الأشخاص الذين يصابون ،يتعافون ، ويطورون مناعة ضد الفيروس. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت امس الاثنين عن إجراءات “غير مسبوقة” للحد من انتشار فيروس كورونا من بينها حظر رحلات العطل الداخلية والخارجية للألمان. وأوصت ميركل بإغلاق جميع النوادي والمسارح والمتاحف ودور السينما وحدائق الحيوانات والمسابح العامة والملاعب في جميع أنحاء ألمانيا. وتشمل التدابير المشددة أيضا منع إقامة الصلوات الجماعية لكل الأديان ومنع “التجمعات في الكنائس والمساجد والمعابد وتجمعات الطوائف الدينية الأخرى” فيما ستظل متاجر بيع المنتوجات الغذائية ومحطات البنزين والبنوك والصيدليات مفتوحة بينما ستغلق المحلات التجارية غير الضرورية. وباشرت الولايات الالمانية بداية من الاسبوع الجاري اغلاق المدارس ورياض الاطفال. كما قررت الحكومة الألمانية خفض رحلات القطارات بين الولايات للحد من السفر، وفرض قيود على حدودها مع النمسا وفرنسا وسويسرا ولوكسمبورغ والدنمارك. ومع حملة الإغلاق التي عمت معظم أوروبا، وانخفاض البورصات، وعدت برلين الجمعة الشركات بقروض “غير محدودة” للحفاظ على عملها. وتقدر قيمة خطة المساعدات الاقتصادية ب 550 مليار يورو على الأقل مبدئيا، وتعد الأكبر في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.