بعد النجاح الكبير الذي حققته منصات الاجتماعات الافتراضية، خاصة "زووم"، في زمن كورونا، قرّر عملاق الانترنت فيسبوك بدوره إنشاء خاصية جديدة لمنافسة هذه المنصات، في تأكيد جديد على هرولة فيسبوك نحو الاستفادة من أيّ خدمة جديدة تظهر لأجل تثبيت مكانته العالمية. ووفق ما نشره موقع "Techcrunch"، فإن فيسبوك بدأ أمس الجمعة (24 أبريل/نيسان2020) في تفعيل هذه الخاصية في مجموعة من البلدان الناطقة بالإنجليزية، إذ يمكن للمستخدم بدء محادثة جماعية بالفيديو مع أصدقائه، وحتى دعوة آخرين خارج القائمة للمشاركة في المحادثة. وتظهر هذه المحادثات على شكل "غرف افتراضية" في صفحة الاستقبال وليس فقط في مكان الرسائل الخاصة، كما ستحظى بعدد من الخاصيات منها تخطيط الاجتماع، إتاحته للجميع أو فقط للأصدقاء، وإقفاله تماما بعد الوصول إلى عدد المشاركين المطلوب. ويتوقف عدد المشاركين في هذه المحادثات الجماعية على ثمانية أشخاص، ولكن سيتضاعف العدد إلى 50 خلال الأسابيع القادمة حسب المصدر ذاته، الذي أشار إلى أن التقنية لن تتوقف فقط على شبكة فيسبوك في حد ذاتها، ولكن ستستعين كذلك بمنصتي إنستغرام وواتساب (مملوكتان لفيسبوك)، لأجل جلب أكبر عدد من المستخدمين. ونقل الموقع عن ستان شودنوفسكي، رئيس قسم ماسنجر فيسبوك، قوله: "المحادثات الجماعية بالفيديو انفجرت حقاً في زمن كوفيد-19. صحيح أنه كانت لدينا خطة لتطوير محادثات من هذا النوع، لكن الآن قمنا بتسريع الخطط". وتأتي هذه الخطوة بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته منصات اجتماعات الفيديو، خاصة في زمن كورونا الذي ارتفع خلاله الطلب على اجتماع الفيديو سواء في الشركات أو للتعليم عن بعد أو حتى لاحتضان البرامج الحوارية. وبلغت منصة "زووم" 300 مليون مستخدم يومي، حسب آخر الأرقام التي أعلنت عنها على موقعها، وهو رقم نمو خيالي، إذ لم يتجاوز عدد المستخدمين اليوميين للمنصة ذاتها نهاية عام 2019 سوى 10 ملايين، رغم كل ما قيل عن الثغرات الأمنية التي تمّ العثور عليها في هذه المنصة. وتوقع تقرير لشركة "ترانسبارني ماركت ريسورش" أن ينتقل سوق منصات اجتماعات الفيديو من 6.1 مليار دولار أمريكي عام 2019 إلى 11,56 مليار دولار أمريكي نهاية 2027، بنسبة نمو سنوية تقدر ب8.4 في المئة. ويعدّ هذا القطاع من الأكثر نجاحا في العالم حالياً، في وقت تجرّعت فيه قطاعات أخرى خسائر مهولة كالطيران والصناعة والسياحة.