استمرار أزمة تفشي وباء فيروس كورونا عالميا يتوقف بدرجة كبيرة على سرعة توصل العلماء لعلاج أو مصل ضد الإصابة بالفيروس المسبب للمرض الذي أطلق عليه "سارس-كوف-2". ويسعى باحثون بقسم بيولوجيا العدوى بمعهد ماكس بلانك الألماني للأبحاث العلمية للتحقق من فعالية مصل، ابتكره باحثون بالمعهد ويحمل اسم "VPM1002" ، في الحماية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد "سارس كوف-2" (SARS-CoV-2). وكان قد تم تطوير هذا المصل أساسا للوقاية من الإصابة بمرض السل. وسيتم إجراء الاختبار لفاعلية المصل بعدة مستشفيات في ألمانيا على مجموعة من كبار السن، فضلا عن العاملين بقطاع الخدمات الصحية، بعد مناقشة الأمر مع السلطات المختصة. وتم اختيار تلك الفئتين على وجه التحديد لكونهما الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقا لما ذكره موقع معهد ماكس بلانك. ويسعى المعهد من خلال تجربة المصل المخصص للحماية من مرض السل إلى توفير حل مؤقت لحين التوصل لمصل خاص بالوقاية من الإصابة بفيروس كورونا. ويحتوي مصل VPM1002 على بكتيريا مماثلة للسل تم تعديلها جينيا بحيث يمكن لخلايا جهاز المناعة بجسم الإنسان التعرف عليها، وبذلك يوفر المصل حماية فعالة ضد السل، مقارنة بالعلاجات المستخدمة سابقا. ومن المقرر استخدام المصل كتطعيم للأطفال حديثي الولادة والبالغين أيضا، ففي عام 2018، أثبتت دراسة قدرة حديثي الولادة على تحمل المصل وفعاليته معهم. كما يتم حاليا اختبار المصل على متطوعين في الهند من خلال دراسة تمتد حتى منتصف العام الحالي 2020، فضلا عن اكتشاف دراسات حديثة فعالية المصل ضد السرطان وقدرته على منع تكرار الإصابة بأورام المثانة. وتعطي فعالية المصل المتزايدة وتمتعه بمقدار مرتفع من أمان الاستخدام أملا في أن يكون قادراً كذلك على تخفيف أعراض الإصابة بعدوى فيروس كورونا. ويقول الرئيس التنفيذي لمعهد سيروم بالهند، أدار بوناوالا، إن للقاح أيضا ميزة كبرى وهو القدرة على تصنيع ملايين الجرعات منه خلال فترة زمنية قصيرة. وفي عام 2004، منح معهد ماكس بلانك ترخيص المصل لشركة فاكسين VPM، والتي بدأت في عام 2012 إجراء المزيد من التطوير على المصل بالتعاون مع معهد سيروم بالهند، الذي يعد من أكبر مصنعي الأمصال في العالم.