تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية تحذيرات حول خطورة تناول مسكنات الألم إيبوبروفين وعلاقته مع الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بدعوى أنه قد يسبب مسارًا حادًّا لتطور فيروس "كوفيد 19" الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا. وليس هذا فقط وإنما الأدوية التي يتناولوها مرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، متهمة حسبما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي في التسبب في المسار ذاته. يذكر أن نحو ربع سكان العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وفي العديد من البلدان الصناعية، مثل ألمانيا، تصل النسبة إلى ثلث عدد السكان. ويتناول العديد من الأشخاص الأدوية الخافضة للضغط مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو السارتان، والتي يُعتقد أنها تعزز الدورات الشديدة لعدوى الفيروس الجديد. ويُشتبه أيضاً في أن أدوية مرض السكري مثل مُحسِّس الأنسولين ثيازوليدينديونيون (غليتازون) ومسكن الألم المعروف إيبوبروفين، أنها تعمل على إعادة تنظيم مستقبلات ACE2 التي تمكن فيروسات السارس من دخول الخلايا، بحسب ما نشره موقع (ساينس أليرت). " مجرد فرضية" جاءت هذه المخاوف والتحذيرات، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد نصيحة من وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، عقب نشر دراسة في مجلة "لانسيت" الطبية الأسبوعية، افترضت أن الفيروس، يتعزز عند تناول الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين، وأن ذاك من شأنه تسهيل الإصابة بالتهابات مصاحبة للعدوى والزيادة من حدتها. في المقابل، سارعت جامعة فيينا الطبية إلى نفي صحة أنباء تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي باسمها حول خطورة هذه المسكنات. وفي بيان لها على موقع توتير نفت الجامعة فقط أن تكون مسؤولية عن هذه التوصيات لكن دون الخوض في مدى صحتها. وبالرغم من أن هذه المخاوف لم تعزز بدراسات موثوقة، إلا أن منظمة الصحة العالمية وفي حالات الإصابة المحتملة بفيروس كورونا المستجد، نصحت بعدم تناول الإيبوبروفين دون استشارة طبية. وأوصت المنظمة الدولية بلسان المتحدث كريستيان ليندماير يوم الثلاثاء (17 آذار/ مارس) في جنيف، بتناول الباراسيتامول عوض الإيبوبروفين. في الوقت ذاته، هناك إجماع بين الخبراء على ضرورة أن يستمر المرضى في تناول أدوية قائمة على الإيبوبروفين كجزء من علاج طويل الأمد، وأن لا يدفعهم الذعر من الوباء إلى التوقف عن أدويتهم دون استشارة الطبيب، وذلك بحسب ما نشره موقع "ميركور" الألماني.