أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أنه تقرر توقيف الدراسة بجميع الأقسام والفصول انطلاقا من يوم الاثنين الماضي حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بتاتا بإقرار عطلة مدرسية استثنائية، وأن الدروس الحضورية ستعوض بدروس عن بعد تسمح للتلاميذ والطلبة والمتدربين بالمكوث في منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد. وأوضحت الوزارة أن القرار يشمل رياض الأطفال وجميع المؤسسات التعليمية ومؤسسات التكوين المهني والمؤسسات الجامعية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سواء منها العمومية أو الخصوصية، وكذا مؤسسات تكوين الأطر غير التابعة للجامعة والمدارس ومراكز اللغات التابعة للبعثات الأجنبية وكذا مراكز اللغات ومراكز الدعم التربوي الخصوصية. عبد السلام عمور رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب أوضح لأخبارنا المغربية في اتصال هاتفي أن هذا الإجراء هو إجراء وقائي يسعى إلى حماية صحة التلميذات والتلاميذ والأطر الإدارية والتربوية العاملة بهذه المؤسسات وجميع المواطنين وإلى تجنب تفشي "فيروس كورونا" (كوفيد 19) خاصة بعد أن صنفته منظمة الصحة العالمية "جائحة عالمية"، مؤكدا أن الوزارة ولحدود الساعة لازالت تؤكد أن الإمتحانات في وقتها... عمور كشف لأخبارنا أن المؤسسات التعليمية الخصوصية وبتوجيه من الرابطة شرعت في خلق قنوات تواصلية مع تلامذتها عبر وسائط متعددة (الواتساب / مواقع المؤسسات / مطبوعات / منصات تفاعلية / تطبيقات ذكية...) إلى جانب طبعا منصة التلميذ (TELMIDETICE) التي تشرف عليها وزارة التربية الوطنية والدروس المبثوثة عبر القناة الرابعة... عمور أكد كذلك أن عددا من المؤسسات وبتعاون مع شركات متخصصة شرعت في تصوير حصص ودروس وكذا انجاز حلول وتطبيقات لدروس تفاعلية غير حضورية تخلق فرصا للنقاش والتعلم أشبه بتلك المتوفرة في الفصل الدراسي، وعموما يؤكد عمور فما يقع الآن أعطى نقلة نوعية للعملية التعليمية التعلمية، وفتح أعين المؤسسات والمدرسين على بدائل تعليمية ناجعة بعيدة عن تلك التقليدية، فالتعليم الرقمي أصبح واقعا الآن. وبخصوص نجاح التجربة من عدمها فعمور أكد أن الفاعلين التربويين يخوضونها الآن وينتظرون تفاعل الأسر معها، ومدى استيعاب التلاميذ للمحتويات المعرفية التي يتم إنجازها وبثها لهم، وحينها فقط يمكن القول بنجاح تجربة التعليم عن بعد من عدمه... وعن تأثير توقف الدراسة الحالي على السنة الدراسية والتخوف من آثاره خصوصا على تلاميذ السنوات الإشهادية أوضح رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب أن التوقف الحالي جاء في فترة نهاية المرحلة الدراسية الثالثة، واغلب المدرسين أكملوا برامجهم ودخلوا مرحلة التقويم والدعم التربويين، وبالتالي فالمرحلة الحالية والتي تمتد لأسبوعين إضافة للعطلة المدرسية والتي تمتد بدورها لأسبوعين إضافيين لن تؤثر على الموسم الدراسي بتاتا، وبخصوص الإمتحانات والمراقبات سننتظر الدخول ونتمني ان لا تطول الفترة وأن تتجاوزها الإنسانية بسلام، مع العلم أن الوزارة تراقب تقدم البرامج الدراسية بالأقسام الإشهادية، وبناء عليه يتم إعداد الإمتحانات والدليل إضرابات الأساتذة أطر الأكاديمية السنة الماضية لأكثر من شهرين وهو أمر عالجته الوزارة... عمور توجه في النهاية للآباء قائلا: "نظن أن الفرصة جاءت لوضع ثقتكم في الوسائل الرقمية والحلول التكنولوجية، وأن تؤخذ على محمل الجد من طرفكم، فمخترعوها اخترعوها بالأساس للتعلم، وهذا يعطي نقلة نوعية باعتبار إن التعليم لا يجب أن يقتصر على صيغه التقليدية، و للتلاميذ نقول هذه فرصة للوعي أكثر بأن الهواتف النقالة واللوحات الإلكترونية والحواسيب لا يجب أن تستعمل للعب واللهو فقط، وإنما هي وسائط ممتعة ميسرة للتعلم إذا أحسنا استعمالها.." قبل أن يختم عمور رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب بالقول: "ونتمنى صادقين أن يزول هذا الوباء في أقرب وقت ممكن".