سيعيش زوار الدورة ال 51 للمعرض الدولي للكتاب ببروكسيل على إيقاع برمجة غنية، سيتم خلالها الاحتفاء بالمغرب، وذلك في الفترة ما بين 05 و08 مارس المقبل. وتمت إماطة اللثام عن برنامج هذا المعرض المرموق الذي سيسلط الضوء على الإنتاج الأدبي والثقافي المغربي، اليوم الخميس، خلال ندوة صحفية عقدت بدار الثقافة المغربية- الفلامانية "دارنا" بالعاصمة البلجيكية، والتي عرفت على الخصوص حضور سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسومبورغ، السيد محمد عامر، وثلة من الكتاب والناشرين والصحفيين. وتحت شعار "المغرب يتجلى"، ستتميز المشاركة الوطنية في هذا المحفل الأدبي الكبير بحضور كتاب وروائيين وشعراء مقيمين في المغرب وأوروبا، والذين سيعرضون أعمالهم للجمهور ويقدمون شهاداتهم حول دينامية الإنتاج الأدبي في المملكة. وبالنسبة للمنظمين، فإن الأمر يتعلق بالاحتفاء بأدب يتميز بديناميته من خلال لقاءات بهية مع كتاب متميزين ومواهب شابة تستحق الاكتشاف. وفي سياق تقديمه للمشاركة المغربية في هذا المعرض، أكد هيرفي جيرارد رئيس مجلس إدارة معرض بروكسيل للكتاب، أن الجالية المغربية في بلجيكا "تشكل مساهمة كبيرة في روح بلجيكا متعددة الثقافات، والتي تعطي هذه الثروة والتنوع الاستثنائي لجميع أشكال التعبير الفني والأدبي". وقال إن "المعرض يحتفي بهم من خلال حضور المغرب، البلد الذي يحظى بالتكريم هذه السنة، مع برمجة في مستوى شغف هذه المملكة العظيمة، مع جسورها التي شيدت عبر التاريخ مع أوروبا القريبة، في هذا التسامح من جميع الأديان وكل الفلسفات". من جهته، أكد المندوب العام للمعرض، غريغوري لوران أنها "فرصة بالنسبة للمنظمين والجمهور من أجل اكتشاف بلد غني بتنوعه، واستكشاف فسيفساء من الثقافات واللغات". وأضاف أنها أيضا "مناسبة لتعزيز علاقاتنا، للتوحد، والتمتع بهذه الأعمال التي تتحدث عن مغرب حر وفي تطور مطرد". وحسب المندوب العام للمعرض، فإن الأمر يتعلق أيضا بالتعبير عن "صداقتنا مع المغرب والاحتفال بجالية هامة من البلجيكيين- المغاربة الذين بنوا جهاتنا وثقافتنا". وفي معرض تدخله بهذه المناسبة، أكد السيد عامر أن اختيار المغرب له ما يفسره في ضوء الدينامية التي يعيشها قطاع النشر والإنتاج الأدبي في المملكة. وأكد الدبلوماسي المغربي أن "تطور النشر في المغرب يعد استثنائيا، وهو ما يشهد عليه معرض الدارالبيضاء للكتاب ومشاركة المملكة في الكثير من المعارض عبر العالم". وأضاف أن "الاحتفاء بالمغرب هو تكريم للكتاب المغاربة والجالية المغربية التي تساهم بكيفية ملحوظة في إشعاع وتنمية بلجيكا، لكن أيضا في جهود المملكة الرامية إلى النهوض بالثقافة التي أضحت رافعة حقيقية للحداثة والتقدم والتنمية". وأوضح بول دحان، مندوب الرواق المغربي، الذي قدم المشاركة الوطنية أن المملكة تعد أول بلد إفريقي، عربي ومغاربي ي حتفى به في معرض الكتاب ببروكسيل بعد حضور مميز في معارض أخرى عبر العالم. وأكد أن الإنتاجات الأدبية المغربية (2000 عنوان) ستعرض في خمس لغات (العربية، الفرنسية، الأمازيغية، الهولندية والإسبانية)، بأزيد من 40 لقاء، ونقاش، وعرض، ومعرض، وحصص للأطفال وأنشطة خارجية. وأضحى معرض بروكسيل للكتاب، المكتبة الكبرى في قلب أوروبا، على مدى 50 عاما، حدثا ثقافيا كبيرا، مع أزيد من 72 ألف زائر سنويا وعدة مئات من العارضين القادمين من فرنسا وسويسرا ولوكسمبورغ وكيبيك. وكل سنة، يحتفي المعرض بأدب أجنبي، حيث تنظم هذه الدورة ال 51 تحت شعار Livre ensemble.