أعلن رئيس المعرض الدولي للكتاب ببروكسل، هيرفي جيرار، اليوم الأحد، أن المغرب سيكون ضيف شرف الدورة المقبلة للمعرض التي ستحتضنها العاصمة البلجيكية من 5 إلى 8 مارس 2020. وأوضح السيد جيرار خلال ندوة صحفية في اختتام الدورة الخمسين لهذا الموعد الأوروبي الكبير للكتاب والنشر أنه ” من البديهي أن يكون المغرب ضيف شرف الدورة المقبلة بالنظر إلى الحضور القوي للجالية المغربية ببلجيكا، والتي تضم من بينها، عددا كبيرا من المؤلفين يكتبون باللغة الفرنسية والهولندية”. وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الأمر يتعلق أيضا بإبراز الثقافة المغربية بكل ثرائها وتنوعها، من خلال الأدب، داعيا كبار المؤلفين المغاربة إلى المشاركة في الدورة المقبلة وتقديم مؤلفاتهم للجمهور واطلاعهم على قطاع النشر والكتاب بالمغرب. وشدد على أن اختيار المغرب كضيف شرف يعكس أيضا جودة العلاقات بين المغرب وبلجيكا، مشيرا إلى أن ” الثقافة تساهم في التقريب بين الشعوب، والنهوض بالعيش المشترك، وتتجاوز الحدود”. وأعرب سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر عن اعتزازه باختيار المغرب كأول بلد عربي وإفريقي يحل ضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب ببروكسل في دورته المقبلة، مشيرا إلى أن مثل هذه التظاهرات تمكن من إبراز الدينامية التي يعرفها المشهد الأدبي المغربي، ومنح الفرصة لمغاربة بلجيكا لاكتشاف عالم الكتاب والنشر بالمملكة. وبالنسبة للسيد عامر، فإن اختيار المغرب دليل واضح على جودة العلاقات الاستثنائية التي تجمع البلدين، وتجسيد للدينامية التي تعرفها العلاقات المغربية البلجيكية خلال السنتين الأخيرتين، والتي توجت بالبعثة الاقتصادية الكبرى التي زارت المملكة في نونبر الماضي والتي ترأستها الأميرة أستريد. ويتعلق الأمر أيضا حسب السفير، باعتراف بالتطور الذي يعرفه المجتمع المغربي وثقافته الغنية والمتنوعة. وقال في هذا الصدد إن اختيار ” المغرب كضيف شرف بمعرض الكتاب يعكس نظرة بلجيكا للخطوات الملموسة والتقدم الذي تحقق ببلادنا في عدد من المجالات”. وأضاف أن مشاركة المغرب في الدورة المقبلة ستشكل فرصة لتقديم المغرب من زوايا مختلفة، مغرب قوي، موحد منسجم في تنوعه. مغرب يتحرك، ويتطور، يتقدم، من خلال تنظيم تظاهرات في المدينة ستبرز غنى وتنوع الثقافة المغربية، القوية بالتقاء مكوناتها العربية الإسلامية، والامازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. وأعرب عبد القادر الرتناني ، رئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب، بدوره عن “فخره ” بهذا التشريف الذي حظي به المغرب، مؤكدا على الدور الذي يجب أن تضطلع به الثقافة في تعزيز العلاقات العريقة التي تجمع بين المغرب وبلجيكا. وأضاف أن مشاركة المغرب كضيف شرف في الدورة المقبلة لهذا الحدث الثقافي الكبير اعتراف بجودة الإنتاج الأدبي المغربي، مشيرا إلى أن الكتاب والشعراء المغاربة والبلجيكيين من أصل مغربي سيكونون في موعد هذا الحدث. وأوضح أنه سيتم وضع برنامج غني للجمهور، حيث أنه وبالإضافة إلى الانشطة داخل المعرض، سيتم تنظيم تظاهرات أخرى خارج أسوار المعرض من بينها ورشات للكتابة لفائدة أطفال الجالية المغربية ونقاشات في المدارس. من جهة أخرى، نوه السيد الرتناني بالمشاركة المغربية في الدورة الخمسين للمعرض الدولي للكتاب ببروكسل التي نظمت من 14 إلى 17 فبراير الجاري، بعرض أزيد من 300 مؤلف وعشرات من الناشرين. وتميزت المشاركة المغربية بحضور 12 كاتبة وكاتب مغربي، جاؤوا لعرض مؤلفاتهم واللقاء بالجمهور، وخاصة من أبناء الجالية المغربية برواق المغرب الذي تبلغ مساحته 36 مترا مربعا، وخصص له فضاء وسط قاعة المعرض. ويعتبر معرض الكتاب ببروكسل، بعد 50 سنة عن إنطلاقه، حدثا ثقافيا كبيرا في قلب أوروبا. وحضر هذه الدورة أزيد من ألف ناشر جاؤوا من فرنسا، وسويسرا، واللوكسمبورغ، وكيبيك والمغرب، شاركوا إلى جانب نظرائهم البلجيكيين في عدد من اللقاءات للتفكير والتبادل.