أجرى رئيس مجلس النواب السيد الحبيب المالكي، أمس الثلاثاء بالرباط، مباحثات مع رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية المكسيكية-المغربية بمجلس النواب المكسيكي السيدة كارمن باوتيستا بلايز، تمحورت حول سبل تكثيف التعاون بين المؤسستين التشريعيتين. وحسب بلاغ لمجلس النواب، فقد أشاد السيد المالكي، خلال هذا اللقاء، بعمق العلاقات التاريخية بين المغرب والمكسيك، مبرزا أن "البلدين يتقاسمان إرث حضارة الأندلس وتعرف علاقاتهما الثنائية تطورا نوعيا منذ الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للمكسيك سنة 2004، وزيارة الرئيس المكسيكي للمغرب في السنة الموالية". وأضاف رئيس مجلس النواب أن "هناك اهتمام متزايد ومتبادل بما يجري في كلا البلدين"، مسجلا تقارب وجهات النظر بين المغرب والمكسيك في العديد من القضايا الدولية الحيوية، ومشيرا على سبيل المثال لموضوع الهجرة والتقلبات المناخية. وقال السيد المالكي، في هذا الصدد، إن "المغرب ينهج سياسة ذات بعد إنساني في مجال الهجرة، وهو في طليعة البلدان التي تلتزم بقرارات الأممالمتحدة فيما يخص مواجهة التغيرات المناخية ". وفيما يتعلق بملف الوحدة الترابية للمملكة، شدد رئيس مجلس النواب على أن "العالم اليوم يعتبر الأمن والاستقرار من أبرز الأولويات وأن فترة الحرب الباردة التي تم خلالها افتعال النزاع حول الصحراء المغربية قد انتهت منذ فترة طويلة". وذكر، في ذات السياق، بالقرارات الدولية في الموضوع واقتراح المغرب الحكم الذاتي كحل واقعي ذي مصداقية لتسوية هذا النزاع المفتعل، لافتا إلى أن " عددا متزايدا من دول أمريكا الوسطى والجنوبية والكارايبي وإفريقيا وباقي دول العالم أصبحت تساند الموقف المغربي بعدما تعرفت على تفاصيل الملف وحقيقة الأوضاع بالمنطقة ". وعلى الصعيد البرلماني، وجه السيد المالكي دعوة لرئيسة مجلس النواب بالمكسيك من أجل القيام بزيارة عمل للمغرب ستشكل مناسبة لمأسسة العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين وبحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى فضاء أرحب من التعاون والتشاور. من جهتها، أكدت السيدة كارمن باوتيستا بلايز أن العلاقات بين البلدين "تمر بمرحلة مهمة جدا"، لافتة، في هذا الصدد، إلى "أننا نطمح إلى تقوية العلاقات بين البلدين، ونعتبر المغرب بوابة إفريقيا، وهناك الكثير مما يمكن أن نتعلمه منه". كما دعت إلى تكثيف التعاون البرلماني بين المجلسين، مضيفة أن "هذا اللقاء هو بداية فقط ولدينا إرادة قوية لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين". من جانبه، أكد السيد ألفريدو فيمات بانويلوس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المكسيكي، وعضو مجموعة الصداقة البرلمانية المكسيكية-المغربية، أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع حول الصحراء "مقترح حكيم". وحضر هذا اللقاء، على الخصوص، سفير صاحب الجلالة بالمكسيك السيد عبد الفتاح اللبار، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية - المكسيكية بمجلس النواب السيد جمال بنشقرون كريمي، ورئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب السيد يوسف غربي.