قرر "علي خامنئي" المرشد الإيراني، الذي يمثل السلطة الأولى بالجمهورية الإسلامية، تعيين العميد "اسماعيل قاني" خلفا للعميد "سليمان قاسمي" المغتال يوم الجمعة 03 يناير 2020. وقالت الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء، أنه تم تعيين "قاني" بأمر من المرشد ليحل على رأس فيلق القدس بالحرس الثوري، القوة الضاربة للجيش والإستخبارات الإيرانية. يوصف العميد إسماعيل قاآني بأنه الرجل الثاني بعد سليماني في قيادة الحرس الثوري. والمشرف على متابعة تسليحه، حسب "البيبيسي". ولد قاآني في مشهد في ولاية خراسان شمال شرقي إيران عام 1958. والتحق أواخر عام 1980 وهو في العشرينيات من عمره بصفوف الحرس الثوري. وانتقل إلى العاصمة طهران حيث تلقى دورات تدريبية في عام 1981، وشارك مقاتلا في الحرب العراقيةالإيرانية وقد تدرج في المناصب العسكريةداخل الحرس الثوري وأصبح خلال الحرب قائدا ل "الفرقة 21 الإمام الرضا" و"فرقة 5 نصر". وخدم أيضا في منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس الثوري، قبل توليه منصب نائب قائد فيلق القدس في عام 1997 بعد تسلم سليماني منصب قائد هذا الفيلق. و لا يعرف الكثير عن قاآني الذي ظل تحت ظلال سليماني، الحاضر دائما في وسائل الإعلام، سوى نشاطاته العسكرية في فيلق القدس، وبعض التصريحات التي عكست خطا متشددا. يقول مراسل بي بي سي للشؤون الإيرانية، علي هاشم، إن قاآني يُعد أكثر ميلا نحو التشدد مقارنة مع سليماني. ويضيف أنه سبق أن وصف الحرب في سوريا بأنها قضية وجود بالنسبة لإيران، وكان أول من كشف امتلاك جماعة أنصار الله في اليمن لصواريخ يبلغ مداها أكثر من 400 كلم. كذلك كشف قاآني عن تفاصيل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران ودور قوة فيلق القدس في الحرس الثوري في إتمامها. وأوضح المراسل أن قاآني شارك في الحرب السورية بصفة مستشار عسكري وكان من مهندسي تصدير مفهوم التشكيلات الشعبية الذي يعتبر من المنظرين له في إيران. وقد وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات الخاصة بها في العام 2012، ووصفته وسائل إعلام إيرانية بأنه الرجل الصلب الذي لا يختلف كثيرًا عن الجنرال قاسم سليماني، وله الخبرة الكافية بشأن التعامل مع جبهات القتال المختلفة. وظل يكرر في تصريحاته تأكيده لالتزامه بخط المرشد الإيراني "نحن مازلنا متمسكين بالطريق الذي رسمته لنا وحافظ عليه الإمام آية الله على الخامنئي بعزة واقتدار وسنمضي في هذا الطريق حتى ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وسندافع على جميع الشعوب المضطهدة في اقصى نقاط العالم". كما نقل عنه تصريح آخر في عام 2017 وصف فيه تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران بقوله هذه "التهديدات ضد إيران ستدمر أمريكا ... لقد دفنا العديد ... من أمثال ترامب ونعرف كيف نقاتل ضد أمريكا". ويتحدث البعض عن علاقاته القوية مع الجماعات المسلحة القريبة من إيران في سوريا ولبنان وغزة، فضلا عن تهديداته لإسرائيل.ظل قاآني نائبا لسليماني لسنوات. ويرى بعض المحللين أن اختياره حسم الجدل بشأن من سيكون خليفة سليماني باختيار من أعده هو لخلافته، وليس شخصية أخرى أكثر تشددا من خارج الفيلق نفسه، وهو النهج الذي ينسب إلى اللواء حسين سلامي القائد الحالي لحرس الثورة وقيادات الجيل الثاني في الحرس. ويتساءل البعض عن السرعة التي تم فيها اختيار خليفة سليماني، وتعيين قاآني الذي يوصف بأنه مُنظّر تصدير التشكيلات الشعبية محله، هل تعني أن إيران قد اختارت نهج الرد على الضربة الأمريكية بعمليات واسعة بالنيابة عبر الميليشيات والجماعات المسلحة المقربة منها؟ للإشارة، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية فجر يوم الجمعة، مقتل سليماني في بغداد، بناء على توجيهات من الرئيس دونالد ترامب، واتهمت الوزارة سليماني في بيان بأنه كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين في العراق والمنطقة. وهدفت الضربة الأمريكية ل”ردع خطط الهجوم الإيرانية المستقبلية”، وفق بيان الوزارة الذي تعهد بأن الولاياتالمتحدة “ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات لحماية مواطنيها ومصالحها حول العالم”. بالمقابل توعد المرشد الإيراني علي خامنئي ب “انتقام مؤلم”، على خلفية مقتل سليماني، في غارة أمريكية.