لولا السرور في ساعة الميلاد ماكان البكاء في ساعة الموت، ولولا الوثوق بدوام الغنى ماكان الجزع من الفقر، ولولا فرحة التلاقي ماكانت ترحة الفراق، ولولا سواد الليل ما طلع الفجر، ولولا موسيقى "فاغنر" لما عرفنا هادم الأوتان، السوبرمان، ديونيسوس، زرادشت، فريديريك نيتشه. متى نفعلها يا آل حرف والسؤال ؟ بهذه العبارة الاستنكارية ختم الباحث المغربي "عبد الرحيم العطري" مقاله السوسيو-النوستالجي، مناقشا فيه ماسمّاه "الميديوقراطية" وأنساقها المتحكمة في صناعة "التفاهة" وتسييدها، راقصا على موسيقى "آلان دونو" وفي نفس الوقت عازفا للموسيقى الوجودية "السارترية"(المثقف/المثقف المزيّف) لإماطة اللثام عن أولئك الذين سماهم عرّابو التفاهة والمساهمين في كولسة مايطلق عليه "روتيني اليومي".
ومن هذا المنطلق، ووفاء للعبة الحروف التي استحضرنا فيها سلفا العيون الثلاث والتاءات الثلاث، وأضفنا إليهما الباءات الثلاث (الدم النقابي والكوجيتو المجروح)، كان لزاما علينا مناقشة التفاهة في سياقها التنائي (حرف/سؤال) والفرجوي مع مجتمع الفرجة بامتياز (كي ديبور) وفي ظل واقع اغترابي كثرت التوصيفات حوله، حتى ولو اختلفنا في توصيفه فحتما لن نختلف في جوهره، واقع بين من يصفه بواقع "كلاب الحراسة و الباذنجانيين"(العطري2019) وبين من يصفه بواقع "المتأخرين و المعاصرين"(أعراب 2019) وما الذي يمنعنا من اعتباره واقع "الرقّاصِّين والبافلوفيين" (دارداني 2019) .
"المغرب متاهة" بهذا الاقتباس من "دانييل ريفي" يستهل الباحث المغربي "عبد الهادي أعراب " الفصل الرابع و الأخير من كتابه "سوسيولوجيا التغير الاجتماعي "بعنوان فرعي حول إشكالية التغير الاجتماعي بالمغرب كمنطلق أساسي لفهم مسار هذا المجتمع وديناميته الداخلية(2019)، راقصا هو الآخرعلى موسيقى "بلاندييه، بودون، جسوس، العروي، بورقية، الهراس..." وعازفا بشكل خفي لموسيقى "العيادي" ومتسائلا هو الآخر بطريقة استنكارية عن أضواء الإنارة البنكيرانية (المرأة والثرِيّة)، قدنستطيع مناقشتها عبر موسيقى "باومانية" كما فعل بذلك الباحث في الفصل الثاني .
وعلى هذا الأساس، فالحداثة السائلة تتطلب منا مناقشتها من مختلف أبعادها الاجتماعية، والثقافية، الدينية، بل وحتى الأكاديمية. فالجرّافة السائلة غرست في النفوس "هابيتوسا اقتصاديا" لا همّ له سوى الربح حتى لو تعلق الأمر بفقدان المرجعيات التي أصبحت هي الاخرى سائلة شأنها شأن القيم كذلك و الحب و الحياة و الموت.
الزواج أصبح سائلا، بفعل سيطرة مراهقات أخضعن أجسادهن لعملية تهييج هيستيرية (دردك) وأصبح هيكلهن المورفولوجي سلعة يتاجر بها في الموضة والأزياء لاختراق
الأسر في ظل الحميمية السائلة، بتقديم نصائح سائلة الهدف منها إسقاط القيم الأسرية، فبعدما كانت الجدات والأمهات يتوجسن من عبارة "عطاني براتي" أصبح المطلب اليوم سائلا "رجعيه لمو"، لم لا والزواج هو الآخر خضع للعبور، من إتمام لنصف الدين لإتمام لنصف الأجرة .
المنزل هو الآخر أصبح سائلا (لامكان)، يتم حيازته فقط لتغيير الملابس والنوم الذي أصبح سائلا كذلك بفعل تسرّب الخوف السائل إلى النفوس السائلة، وعلاقاتنا الاجتماعية أصبحت سائلة مترنِّحة بين خضوع "نعم" وتمرد "لا"، بل حتى غضبنا أصبح سائلا نخجل من مقارنته بالغضب "التوتوني" خاصة عندما يغضب الكوكب الأزرق حزنا على بعض الفنانات "الباذنجانيات" وتضامنا معهن تضامنا سائلا، لا لسبب إلا لكون كتكوتاتهن قد تبوّلن في حفّاظتهن، وكأن الأمر يتعلق ب"تسونامي" يهدد عرش الحضارة "الباطمانية" الباذنجانية، و"التراكسية" مولودتها المتأخرة والأخت الشرعية للنمط "الغوطي".
وباستحضارنا للمثل الفرنسي الذي عزف عليه الباحث العطري المتعلق بصاحب فاتورة الفرقة الموسيقية، هو من يحدد نوع الموسيقى، فهل نستطيع الحديث عن موسيقى سائلة؟ أو لنكن أكثر تحديدا، هل نعيش سوسيولوجيا سائلة؟ وكيف يمكن ربط هذا التساؤل بسؤال متى نفعلها يا آل حرف والسؤال؟
كمحاولة للإجابة عن هذا التساؤل في شموليته، كان لابد لنا أن نتوقف وقفة تأمل حول تيمات هذا التساؤل(الحرف/السؤال)، تساؤل "اسبينوزي" يقول نصف الكلام ويترك النصف الآخر للقارئ، قد نجتهد معه كون أن السؤال هو أسئلة، والحرف أحرف، لاسيما وأننا في هذه اللحظة نعيش ردة فعل ضمن سياق هو نفسه ردة فعل، حتى وإن لم يحقق مجدا ولا مستقبل له، ولكنه سياق لا أحد يستطيع دفنه لأنه يزحزح الصخور، وليسمح لنا أستاذنا صاحب مفهوم المجتمع "بين-بين"إن استبدلنا سؤاله بسؤال آخر راقصين على عزفه الاستنكاري يتعلق الأمر بسؤال أين نحن؟ وهو سؤال سوسيولوجي وليس جغرافي، فتمة إحساس بالتيه بلغة Michel agier وأصبح من الصعب الإصغاء لصوت الضمير بعد أن جرى التلاعب به، مايهمنا هو "تزجية" وقوفنا حتى وإن كنّا لا نعرف مع من، ومتى، ولماذا؟ وهذا التساؤل (أين نحن؟) ليس اعتباطيا، بل يصبّ في نهر الحروف، ويناقش حرفا آخر يتعلق الأمر هاته المرة بحرف "الدال" في علاقته بالموسيقى .
-1يا أصحاب حرف الدال! سأخاطبكم بالرموز، لم لا و أنا أحد أحفاد "عبد الكبير الخطيبي"، فالصمت أشد وطأة، وكل حقيقة تتحول إلى سمّ زعاف، ومن كان منا عاشقا للحقيقة فلا يغرّنه أصحاب العقول الرّعناء والمتصلبة، بل الحقيقة تتطلب سلاح لسلاح، ورمز لرمز، لأن الحياة لابد أن تتغلب على ذاتها، وتتطلب أشد الرموز إشراقا لتصدع بقول الحق، فالمشكل ليس في الحقيقة بل المشكل في من يجرؤ على قول الحقيقة؟ خاصة أنه و في عصر الحقيقة السائلة تأكد لنا أنه من يبحث عن المساواة، فما عليه إلا الذهاب نحو المقابر.
2- يا أصحاب حرف الدال، فأزمتنا هي أزمة موسيقى لا تعترف بالرقص الفردي حيث الفراشات وكرات الصابون المتطايرة، بل ما تعترف به هو الرقص الجماعي، وهذا الأخير يفرض على الرّاقص أن يكون على دراية برقصة الفرقة، عكس ذلك فهو مجرد هاوٍ، متناسين أن ميدان الجماهير ماهو إلا معترك يعج بالغوغاء والمهرجين، حيث يطِنّ الذباب المسموم الذي لا يتجاوز عمره ثلاثة أسابيع (العطري:أخيل/عنترة)، لا همّ لهم سوى امتصاص الدماء، لأن دمهم الضعيف يطلب دما ليتقوّى، فهم حشرات جائعة وعددهم لا يحصى كطفيليات الأعشاب، لا يجيدون سوى تغريدات البجع التي تسبق حلول الخريف، فلن نكون أبدا صيّادي حشرات أو نشّاشي ذباب .
-3يا أصحاب حرف الدال! إن تولي الحكم أصعب من الطاعة، لأن الآمر يحمل على كتفه أثقال الخاضعين له، فلتحذروا أولئك الرقّاصين البافلوفيين الذين يلتجؤون للسبل الملتوية قاصدين اجتياز الحصن والتربع على عرش الأقوى، مستولين فيه على قوته وممتصِّين لدمائه، وهم كالنعامة لا زالوا يغرسون رأسهم الثقيل في التراب الثقيل، لا يعرفون كيفية الطيران واختلط عليهم الحابل بالنابل (الحمامة/الغراب).
-4يا أصحاب حرف الدال! فليس للسوسيولوجيا وطن ولا مختبر، بل هي كالصحراء تمتد وتتسع، والويل لأولئك الذين يريدون الاستيلاء على الصحراء، فتجمع الينابيع لا يتم إلا ببطئ، وأنا أفضل الينابيع الباردة حيث تثوق جوارحي للاصطياف، وحيث لايصلني عطشهم المدنّس، وحيث الرياح العاصفية الهوجاء، فالويل لمن يفكر في البصق في وجه الرياح .
أيتها السوسيولوجيا! لقد واعدتيني بالبقاء للأبد، ولن أعتبرك خائنة، ولن أتهمك بالخذلان والهروب، ولا أنا هربت منك، وما أنا المسؤول ولا أنتِ عن خيانتك وخيانتي، بل أماتوك رغبة في قتلي، وأنت أنعم من الحرير، وبنت القرن التاسع عشر، قرن العقلانية والذات الانكارية، فقد تكون كلماتي قاسية ورقصتي وحشية، لكنها رقصة تنِّين يُفرز النار في الأجواء، نارا حاملة للصواعق الكاشفة كالبرق والرياح، فليسمع أعدائي ما أقول:
-1أيها الأعداء! احذروا الرقاصين البافلوفيين، يقولون لكم ويقولون عنكم، فهم يخرِسون عندما نقف أمامهم، يخسرون قواهم كما تخسر النار دخانها إذا همدت، ما يهمهم هو عضّ أيادينا و إمتصاص دمائنا و يداهنوننا كما يداهنون الشياطين، ويحتالون بالملاطفة والثناء، وما يحتال غير الجبناء، فاحذروا الرقاصين.
-2أيها الأعداء! إن القتل أخف جرما من جنايتكم علي، فقد سلبتموني ما لا أستطيع تعويضه بشيء، قتلتم أحلام شبابي وسلبتم مني تفكيري، وها أنذا أحمل هذا الإكليل كتذكار بعد أن تسلمته منتهي الصلاحية (10شتنبر2019)، حاملا معه لعنتي عليكم أيها الأعداء لأنكم خنقتم أنفاسي كصوت ينقطع في الزمهرير، عندما توصلت للقيام بأصعب أعمالي، عندما تمكنت من الاحتفال بالانتصارات التي تغلبت فيها على ذاتي، تلك الذات المتفجعة من
إكراهات الحياة الشاملة والتي عاشت الحب من خلال الموت والموت من خلال الحب في اتصال جدلي لا تنفصل عراه أبد الدهر .
-3أيها الأعداء! يا من يطرحهم العياء على وساد مكبرات الصوت، سأمزِّق نسيجكم وأكشف أكاذيبكم، لقد أرسلتم إلي أشد المتسولين إلحاحا، أولئك الرّقّاصين البافلوفيين الذين يلهثون للوصول إلى الأبواق الحزينة الباكية، فأنتم تريدون موسيقى سائلة لسوسيولوجيا سائلة، لا تريدون الفم الحسّاس الذي يقول أنا أريد أنا لا أريد، بل تفضلون الأفواه التي تلتهم كل شيء، فلن أكون أبدا سوسيولوجي "بوليكوبات"
-4أيها الأعداء! أرسلتموهم (الرقاصين) ليحدثوا المغلوبين على أمرهم عن عدالتكم الباردة السائلة، وفي نفس الوقت كرشاشات وصفّارات إنذار تحذيرية وترهيبية (signaler)، وجيشتم أعينا فايسبوكية لا يغافلها النوم، وأقلام قضاتكم هي ازورار الجلاد ولمعان سيفه، وما أنتم في نظري إلا مستودع لعواطف الانتقام (التضحية بالبريئ لغفران خطايا المذنبين).
-5أيها الأعداء! إن سيف الجلاد شبيه بحشوة المحّار، فهو قذر و متراخ و لزج، يتطلب فوطة زرقاء (مول الفوطة) بغية إمساكه، لكونه ينزلق من تحت الأنامل، لهذا أنتم تستعملون القشور المزخرفة التي تخفي ما وراءها (B/V/8)و لكَم من ابن أفشى سِرّ أبيه، فاحذروا الرقاصين.
اسمع أيها الرقّاص البافلوفي! شكرًا لتنبيهك إليّ في الوقت المناسب لأقوم بسفر بعيد وموسيقى جديدة، فعظّة الكلب لا تقتل تنِّينا، وبإمكانك أخد لعابك السّائل جراء لهثك وراء حاويات الأزبال (شارع ابن تومرت)، بل سأعيده لك، فلست غني بالقدرالذي يسمح لك بتقديمه هدية لي .
-6أيها الأعداء! تطمحون لجعل كل موجود خاضع لتصوركم، ليصبح مرآة تنعكس عليها موسيقاكم العدمية، وأنتم لا تعلمون أن ليس للعدم إرادة، وأن هناك شيء لم، ولن يستسلم لموسيقاكم السائلة، وما هذا الشيء إلا إرادة القوة، التي تدفع قلمي للسير، فهي القوة المتصلبة العالية الصامدة المتجلية، حية وفتية، تخترق المدافن، إرادة هدامة لجميع القبور.
هي إرادة قوة بدل إرادة سائلة تعزف على موسيقى القوة، على وتر الحروف والأسئلة، على "التفاهة" و "المتاهة"، على "روتيني اليومي" و "روتيني السوسيولوجي" ومن سؤال أين نحن؟ إلى سؤال من نحن ؟.
من نحن؟ نحن السوسيولوجيون المنفردون التوّاقون لبناء الأعشاش بعيدا عن الأرجاس، نحن النار التي تحرق كبدهم، وسعادتنا تلفح أجسادهم، فنحن نريد أن نحيا فوقهم و نرهق أعماقهم، فلنحذر ظلم المنفرد فليس بوسعه أن ينسى أو يبادل الظالمين ظلما، وما المنفرد إلا بئر عميقة يسهل على الجميع إلقاء الحجر فيها، ولكن من يستطيع أن يستخرج
ذاك الحجر إذا بلغ قاع البئر السحيق.)ضربني و بكا سبقني وشكا. ( كذابون بالغريزة .
-1 لا تقلقوا عليّ يا أحبائي! يا أصحاب الكبرياء الاجتماعي والموسيقى العنفوانية، فهو ليس تقصيرا في حقكم بقدر ما أن الرقاصين المكلفون بالتنقيب، لن يكون تنقيبهم إلا سائلا، لم لا، أو لستم أنتم القائلين أن أسلحة الضعيف تبقى ضعيفة (الهيمنة الذكورية)، فاحذروا الرقاصين . -2لا تقلقوا علي يا أحبائي! يا أصحاب الوصفة الطيبة المدفونة التي لا يلمحها العرّابون، لقد عشت كالسيح بدون أذنين ولا لسان(2016/2019) ولكن بعينين تكادان تنطقان حقا، عينان جديدتان للأشياء الأكثر بعدا، وعزفت موسيقى "أناركية" ورفضت أوغاد السلطة وتلك الديدان الكريهة الرائحة، وتعلمت من الفرنسيين، أن التسلق يتطلب حبالا و تمرينات جيدة لعظلات الساقين، وهذا هو قلمي، لا أراه خير الأقلام ولا شرها، لكنني لا أخجل به أو أخفيه، وأصدقونني القول: فأكبر عبئ على الإنسان هو الإنسان نفسه، وعرّابو الغيرية قد أتوا بأمهر تمويه، أما أنا، فأفضِّل العيش مع اللصوص، على أن أنهي حياتي تائها بين محطات"الميترو". . هي أزمة موسيقى. فإن كان المذهب "اللوثري" انتظر ظهور موسيقى جورج فريديريك هاندل وبالظبط في الفترة "الباروكية". موسيقى تُوّجت ما يسمى ب" الأوراتوريو" ذي الأسلوب "الكورالي"، الذي لم يصل إليه حتى التيّار اليهودي "الهيلفيتي" البطولي، فعصر "لويس الرابع عشر" انتظر بدوره موسيقى"موزارت"، والقرن 18 انتظر موسيقى "بيتهوفن" و "روسيني"، فنحن أيضا نحتاج إلى زخم موسيقي، ونحتاج من آل حرف الدال أن يحولونا من كل كثافة إلى لطافة، ليصبح كل ثقيل خفيفا، وكل جسم راقص، وكل فكر طائر؛ نحتاج إلى موسيقى كالغمامة الكثيفة التي تسقِط أمطارها جميع الأقزام الجالسة على أكتافنا، موسيقى متمخضة بالبرق كنرد الأرض، حتى لو أعتبرها العرّابون مجرد ذرّة في رمال الصحراء، والويل لمن يفكر في الاستيلاء على الصحراء.
ولكل منا موسيقاه، وهذه هي موسيقاي، لن أفرض على أحد الرقص عليها، حتى لو بقِيت أذناي هي الوحيدة التي تسمعها، بل ما أطالب به هو تحطيم الموسيقى السائلة لأن هناك أبنية جديدة يجب علينا أن نرفعها، موسيقى تسقط ما يسمى "روح الثقل"، فنحن نحتاج إلى موسيقى وجودية(المثقف/المثقف المزيف)، وموسيقى "أناركية"، "وموسيقى فينومينولوجية"(جدلية العبد والسيد)، بل موسيقى جديدة لعقد اجتماعي جديد؛ فكل مواضعاتنا هي من الخضوع والانصياع والقهر؛ فالإنسان يولد ويعيش في رقّ العبودية، فحين يولد، يوثقونه بقماش، وحين يموت يسمّرون عليه تابوتا، ومادام على وجه الحياة فهو مكبّل بشتى أنواع النظم (روسو). باختصار نحتاج موسيقى "سوبرمانية" من موت الإله، مرورا بموت المؤلف (رولان بارت)، وصولا إلى موت المثقف.
اعزفوها إذن في اليوم الوطني الرابع للسوسيولوجيا ب"ظهر المهراز"، فهي هدامة للقبور، ولكم وعد من "زهيرادشت" أن أستاذنا "عبد الكبير الخطيبي" سينهض من قبره وسيعزف
سمفونيته الخالدة "الذاكرة الموشومة" (26 فبراير 2019)، وسيرقص على أغاني "الالترات": " في بلادي ظلموني، في الميترو ذبحوني "
أما الآن، وقد برهنت أن السؤال أسئلة، وأن الحرف أحرف، فاتركوني أنا السوسيولوجي المنفرد. السوسيولوجي الفاشل بالمعنى الفلسفي وليس السوسيولوجي. السوسيولوحي المشاكس ذو الفم الحسّاس الذي يقول: أنا أريد، أنا لا أريد. السوسيولوجي العاق، عاق كباسكون وبيرك مع الكولونياليين، عاق كاسبينوزا مع اليهود الهولنديين، عاق كالسوبرمان مع كنيسة المسيحيين، مأوى المجانين .
أتركوني أبسط يديّ في السماء وأصيح عاليا ولن أكترث لجيراني: "آآآه يا نيييييييتشه، خذ إيماني وأعطني أخلاقك، لم لا، وأنت تملك من الحروف ما يجعل العميان أيضا مبصرين" .