الملياني: تفويت صفقات كراء السيارات طويلة الأمد لأقرباء ومقربين كما حدث مؤخرا أمر مرفوض (صور)

عرف قطاع وكالات كراء السيارات في الآونة الأخيرة حركية غير مسبوقة، فالمهنيون خاصة أصحاب المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في هذا الميدان، باتوا يشتكون من الإجراءات التي تستهدفهم كل مرة، وتجعل مصدر عيشهم هم والعشرات من الآلاف من العاملين معهم في مهب الريح، ما دفعهم للدخول في العديد من المحطات الإحتجاجية للضغط على المسؤولين الحكوميين للتفاعل إيجابا مع ملفهم المطلبي.
وارتباطا بالموضوع، أكد فؤاد الملياني الأمين العام للنقابة الوطنية لأرباب وكلاء كراء السيارات بالمغرب لأخبارنا المغربية، أن قطاع وكالات كراء السيارات بات يعيش حالة مزرية على الرغم من كونه قطاعا واعدا ساهم ويساهم بشكل كبير في امتصاص البطالة في صفوف الشباب و خاصة حاملي الشهادات، كما أنه قاطرة حقيقية في عملية التنمية الاقتصادية و السياحية على الخصوص، ما دفعنا - يؤكد الملياني - لتنظيم صفوفنا وتوحيدها كفيدراليات وجمعيات ونقابات من مختلف بقاع المغرب لنرفع صوتنا جميعا دفاعا عن هذا القطاع والذي باتت فئة مهمة من ممتهنيه مهددة بالإفلاس وبالتالي إغلاق أبواب وكالاتها، ونظمنا في هذا السياق العديد من الوقفات والمحطات الإحتجاجية والتي شارك فيها المهنيون بكثافة، وتوجت الأسبوع الماضي باجتماع مهم، بمقر جامعة غرف الصناعة التقليدية بالرباط، وضم ممثلي أرباب وكالات كراء السيارات بالمغرب و كذا ممثلي باقي هيئات هذا القطاع من فدراليات و نقابات و جمعيات جهوية، و يعتبر هذا اللقاء الذي جاء مباشرة بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أرباب الوكالات بالرباط، وقد تم الاتفاق من طرف المشاركين على إعداد مسودة لدفتر التحملات بالقطاع ووضعه رهن إشارة وزارة النقل، إذ أن الدفتر الحالي لم يتغير منذ أكثر من 20 سنة، خصوصا وأن حضور المجتمع المدني بكل مكوناته بات ضروريا لتفعيل الديمقراطية التشاركية كقوة إقتراحية فاعلة لطالما حث عاهل البلاد الملك محمد السادس في خطاباته على تشجيع مبادراتها الجادة، ودورها الإيجابي في النقد البناء وخلق توازن للسلط...
الملياني أثنى على الحوار الذي وصفه بالبناء، والذي شرع فيه ممثلو أرباب الوكالات مع مسؤولي الوزارة وعلى رأسهم مدير النقل الطرقي بوزارة التجهيز و النقل، حتى يعمل هذا الأخير على الإسراع بإخراج دفتر جديد للتحملات يكون أكثر تنظيما و عقلانية، وفرضا لاحترام وتطبيق القانون، حتى يساهم الجميع في تحقيق نقلة نوعية ومميزة لهذا القطاع.
المتحدث كشف لأخبارنا المغربية كذلك أن الهيئات المجتمعة بالرباط التمست من وزير النقل التدخل العاجل لمعالجة الصعوبات التي تعترض المهنيين، من خلال مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الإشكالات الأساسية وذلك للنهوض بهذا القطاع، كما تم خلال اللقاء كذلك - يواصل فؤاد - مراسلة السيد الوكيل العام لدى محكمة النقض بالرباط، بخصوص تفعيل الإجراءات المتعلقة بالأحكام الغيابية بمثابة حضورية الرامية إلى أداء غرامات بدعوى فرار مكتري السيارة وعدم أدائه لمستحقات الطريق السيار عند وصوله لشباك الأداء، علما أننا لا نتوصل بإشعار مسبق بخصوص هاته الجنح المرتكبة، من طرف الزبون، ورغم وجود عقد كراء يثبت العلاقة الكرائية طبقا للفصل 663 من قانون الالتزامات و العقود، باعتبار أن العقد شريعة المتعاقدين. وهذا ما أكده السيد الوكيل العام لدى محكمة النقض بالرباط في دوريته تحت عدد 9 بتاريخ 8 فبراير 2018 ، حول تطبيق الإكراه البدني بسبب أحكام غيابية بمثابة حضورية مما يعد خرقا للإجراءات المقررة قانونا لتطبيق الإكراه البدني ، فطبقا للمسطرة الجنائية، الإكراه البدني يقتضي أن يكون المقرر القضائي المطلوب تنفيذه حائزا على قوة الشيء المقضي به و بلغ بصفة قانونية إلى المحكوم عليه، كما التمسنا في هذه المراسلة أيضا من السيد الوكيل العام لدى محكمة النقض بالرباط تحديد موعد للقاء تواصلي معه يؤكد الملياني.
كما تم خلال الاجتماع مناقشة كيفية إعداد عقد نموذجي موحد من أجل أمن تعاقدي، ولصياغة عقد واضح يضمن حقوق طرفيه ويسهل حصولهما على حقوقهما بشكل متوازن، مع إشارة المسؤول النقابي للمشاكل القديمة الجديدة للقطاع من قبيل غياب التنافسية، واحتكار الأبناك لعقود كراء السيارات طويلة الأمد مع الشركات و المؤسسات العمومية والمؤتمرات والمهرجانات الوطنية و الدولية، مشيرا في هذا السياق للفضيحة التي راجت مؤخرا وتحدثت عن تفويت مسؤول كبير بإحدى المؤسسات الإقتصادية لصفقة طويلة الأمد لكراء السيارات لشركة تعود لابنته، ما اعتبره الملياني ضربا لجهود تخليق الحياة العامة واستغلالا للمنصب لتحقيق أرباح مالية كبيرة، كما أشار لما شهدته أسعار التأمين على سيارات الكراء من ارتفاعات مهولة من طرف الشركات الخاصة بالتأمين و التي ينتمي أغلبها للقطاع البنكي، ما دفع بأغلب المهنيين إلى التراجع عن إقتناء سيارات جديدة من الشركات...
الملياني دعا في النهاية الحكومة للتفاعل بشكل إيجابي مع مطالب هاته الفئة، والتي تستحق الدعم والتشجيع لتجاوز الإشكالات التي تم وضعها فيها، داعيا بالمقابل كل المهنيين للمزيد من الإلتفاف حول الجمعيات والفيدراليات والنقابات الجهوية والوطنية حتى تحقيق كل مطالبها و"ما ذلك على الله بعزيز" يختم فؤاد الملياني.