يشهد المغرب في هذه الأيام من شماله إلى جنوبه سقوط أمطار قوية تصل إلى 100 ملمتر في بعض المناطق. أمطار صرح رئيس الحكومة ومسؤولون بالدولة على أن نمو الاقتصاد المغربي وإمكانية تحقيق البرامج الحكومية متوقف على هطولها، وسقيها لنهم الأراضي الفلاحية، التي تعد أهم مكون من مكونات الاقتصاد المغربي. الكيل بمكيالين غير أن رهان الدولة على سقوط الأمطار للانعتاق من ركود اقتصادي خانق، يعصف بالشعب المغربي المستضعف وحده، دونا عن أغنياء البلد، المرتعين في ثروة لا تعد ولا تحصى،سياسة تكيلها الدولة بمكيالين، وورقة تلعب بها لتبريرعجزها عن محاربة الفساد الحقيقي، الذي جعل البلد رهين ديون خارجية، يستعبد كرامة الوطن عقودا أخرى من الزمن. فإن أمسكت السماء جودها وزخت بما لا يروي ظمأ الجيوب المستفيدة من ثروة الفلاحة، أطنبت أبواق الحكومة في تفسير الظاهرة العجيبة الفريدة، التي تمر بها البلاد والعباد، الصابرين والراضين بقضاء الله، ثم يسترسل الإعلام الرسمي ومنابر المساجد الممخزنة بالدعاء والاستسقاء، حتى تخنس مطالب الشعب المقهور، وتتوارى دون حقوقها مؤمنة بالقضاء والقدر. وإن استرسلت السماء في عطاءها رحمة للبلاد والعباد، شكى المسؤولون جودها، وحملوها سبب العجز الاقتصادي وجعلوها مشجبا لكل الأزمات،وسببا في نكوص كل الوعود التي لم تستطع الدولة تحقيقها، ولا شك أن القضاء والقدر علاج أتبت نجاعته في جسم الشعب المغربي (المؤمن والصبور). أمطار ومنازل تسقط غير أن ما أصبح يقض مضاجع الدولة والحكومة، كلما غمت سماء منذرة بأمطار للهطول، هو تهاوي أسقف المنازل على أصحابها،وافتضاح البنية التحتية التي تتفجر بفعل الماء، كما لو أنها صنعت من تراب.فبعد يومين فقط من تساقط الأمطار، سقط معها منزل بالمدينة القديمة أو الملقبة بمدينة الأشباح، ومنزل آخر بمنطقة درب السلطان، كما عرفت منطقة درب الفقراء انفجارا لأنبوب صرف المياه،خلف خسائر فادحة في البنية التحتية والمنازل المجاورة، ويكفي لمن أراد المزيد من مشاهد الضرر،مطالعة الصور الملتقطة من طرف أبناء الشعب، في الموقع الاجتماعي الفايسبوك، حتى يطالع المرء فداحة الأضرار الناجمة عن أمطار الرحمة ، والتي يتجرع مصابها للأسف الضعفاء فقط من الشعب المغربي. وهو ما ينذر بموجة احتجاج أو شغب لا قدر الله، إن لم تسارع الدولة بإصلاح ما يمكن إصلاحه، غير أن سياسة الترقيع التي تتقن الدولة انتهاجها، أصبحت مرفوضة من طرف الشعب المغربي ، الذي اتخذ شعار إسقاط الفساد والاستبداد حلا، ودونه لا حل