يعانى مجتمعنا الشرقى من تخلف شديد وكبير فى بعض الأفكار التى توارثناها عبر الأجيال، تلك الموروثات أصبحت جزءاً من عقيدتنا الحياتية ولا نبتعد عنها، مهما بلغ الإنسان من مركز علمى أو ثقافى تظل تلك الأفكار مسيطرة علينا. وعن هذا الموضوع المهم يتحدث الدكتور أمجد العجرودى استشارى أمراض الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للطب النفسى، قائلا، هناك الكثير من المعتقدات والأفكار التى طالما توارثناها وتحدثنا عنها كثيرا فى مجتمعاتنا المتعفنة الشرقية، محدودة التفكير، والتى ترجع أى أسباب مرضية إلى أسباب واهية لا علاقة لها بالطب أو العلم. ومجتمعاتنا تصدق كثيراً فى موضوعات الجن والسحر والمس وغيرها من الموضوعات المتعلقة بهذا الأمر، فمن الطبيعى ألا تلجأ إلى الطبيب كحل أول للعلاج، وإنما تلجأ للمشعوذين لعدم اعترافها بالمرض، خاصة المرض النفسى. ويحذر الدكتور أمجد من هذا التفكير المحدود الذى من شأنه أن يخرب العقول، لأن المرض النفسى يجب على المريض أن يواجه نفسه أولاً به ويقرر العلاج دون اللجوء إلى الحلول البديلة غير المجدية وجعله خياره الأول، وذلك لأن المرض النفسى مرض مثل أى مرض يجب علاجه وعدم إرجاع أسبابه إلى الأسباب الخرافية وغير الحقيقة للهروب من فكرة الاعتراف فقط بأن هذا الشخص يعانى من مرض نفسى ما ويمكن جدا علاجه ورجوعه لحالته الطبيعية.