باتت العديد من الأدوية بل العشرات من الأدوية مفقودة بالصيدليات المغربية، وهو أمر يُقلق المرضى والأطباء والصيادلة على السواء، بل ويهدد بتفاقم حالات الكثيرين وأحيانا بفقدانهم لحيواتهم ويدفعهم في اتجاه الموت. مصادر مهنية متخصصة تحدثت عن اختفاء عشرات الأنواع من الأدوية، بعضها حيوي، وآخر لا جنيس له، ما يهدد مرضى العيون والقلب والشرايين بالموت، وكشفت ذات المصادر لائحة أدوية حيوية اختفت، في الآونة الأخيرة، منها أدوية خاصة بهرمون النمو والمناعة وأخرى للنساء الحوامل، ودواء “الغدة الدرقية” الذي يضطر 500 ألف مريض إلى البحث عنه باستمرار، كما تم تسجيل اختفاء “قطرة العين” التي تعتبر ضرورية عند الأطباء قبل الفحص، واختفاء دواء حيوي يمنح للأطفال حديثي الولادة لتعويضهم عن فيتامين “ك” المضاد للنزيف، ونفاذ مخزون عشرات الأدوية الأخرى، تستعمل في علاج أمراض خطيرة، كأمراض القلب والشرايين، وأخرى تنظم الضغط الدموي، وأمراض الربو والحساسية، وأنواع أخرى تُعدل مستوى الكوليسترول في الدم. ذات المصادر أرجعت امر إختفاء الأدوية من الصيدليات لما وصفته بتخبط وعشوائية السياسة الدوائية بوزارة الصحة، و ردود فعل العديد من المختبرات، بعد تخفيض الوزارة أثمنة العديد من الأدوية بشكل ارتجالي، كما هو الشأن بالنسبة لأدوية “الغدة الدرقية”، بحيث توقفت مختبرات فرنسية عن بيعه للمغرب بنفس النسب السابقة، مفضلة تسويقه بأسواق أخرى. وضعية خلقت رواجا غير مسبوق بأسواق الأدوية المهربة والتي تشكل خطرا على مستعمليها وتعود بالمغرب سنوات للوراء، فيما يبقى مرضى آخرون يعيشون وأسرهم معاناة نفسية يومية في ظل اختفاء متواصل للأدوية، وغياب أخرى جنيسة لها، في ظل تفرج الوزارة المسؤولة عن صحة المغاربة وتنكر مديرية الأدوية لهم... فهل ستتدخل الجهات المسؤولة وليس وزارة الصحة وحدها لحل إشكال الدواء بشكل حقيقي بعيدا عن بيانات تحل الإشكالات على الأوراق فقط فيما تبقى حاضرة على أرض الواقع؟