من المؤكد أن تسويق الأدوية ينبغي الموافقة عليها اعتماداً على قوة فوائدها الصحية العامة. بيد أن عدد الأعوام، التي يتم من خلالها تعاطي الأدوية من قبل ملايين المرضى، هي التي تعطي نتائج أدق بشأن درجة السم الموجودة داخل هذه الأدوية! في الوقت الحاضر، ينبه الطباء السويسرين من تعاطي مضادات الالتهاب الغير استيرودية "فانز" (FANS) أو (NSAID)، إضافة الى الى الأسبرين، حيث يتم استخدامهما بكثرة من قبل المسنين. علماً أن هذه المضادات تعمل على شل أنشطة عائلة من الانزيمات، المسؤولة عن انتاج مبالغ به لعناصر كيميائية، لها تأثيرات فيزيولوجية، تدعى "بروستاغلاندين". على الصعيد البيولوجي، تلعب هذه العناصر دوراً في الالتهابات ووظيفة الهضم وتراكم صفائح الدم الذي يؤدي الى الجلطة أم الذبحة من جراء انسداد شرايين القلب التاجية. نظراً لتنوع مضادات الالتهاب فان انتاج البروستاغلاندين يختلف استناداً لاسم الدواء المضاد للالتهاب. ومع أن مفعول هذه الأدوية، المضاد للالتهابات والوجع، واضح الا أن الأعراض الجانبية لا تغيب عن المريض. فالمفعول السام على الجهاز الهضمي هو أول ما تحمله معها هذه الأدوية. لذلك، فان تعاطيها ينبغي أن يحدث بعد الأكل، دائماً. وفي بعض الحالات، ينبغي حماية الجهاز الهضمي، في موازاة تعاطيها، عن طريق بعض المنتجات التي ينصح بها الطبيب. علاوة على ذلك، يشير الباحثون، هنا، الى أن مفعول مضادات الالتهاب، الأكثر استعمالاً حول العالم، لها مفعول سام على أوعية القلب الدموية. والى جانب دواء "ديكلوفيناك"، يوجه الأطباء اصبع الاتهام نحو دواء آخر، هو الآيبوبروفين الذي يزيد من خطر الاصابة بالجلطة الدماغية. ويتحول التنبيه الطبي الى تحذير، موجه لمن "يبتلع" أقراص الأدوية اللاستيرودية المضادة للالتهابات، بالعشرات، من دون وصفة الطبيب. وبغض النظر عن تسميم الجهاز الهضمي فان لهذه الأدوية مفعول سام على القلب لا سيما ان كان تعاطي هذه الأدوية يستمر على المدى الطويل، عشوائياً!