يعمل المهدي كلزيم المهندس المغربي الشاب الشغوف بالعلوم والتكنولوجيات الحديثة والرقمنة يوميا من أجل مساعدة إسبانيا على اعتماد الذكاء الاصطناعي في مجال النقل وهو القطاع الذي يشهد ثورة وتحولات عميقة على جميع المستويات . ويشغل المهدي كلزيم الذي يمتلك مهارات في مجال التدبير وقدرات تقنية وكفاءة علمية رصينة حاليا منصب رئيس المشروع المتعلق بتطبيق ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من إمكانيات وفرص رقمية وتقنية عالية في قطاع النقل لدى الشركة الإسبانية العمومية ( إنيكو ) . ويقود المنهدس المغربي الشاب ببراعة واقتدار فرقا متعددة التخصصات من مهندسين في الرياضيات وعلماء في الرقمنة والمعلوميات والخبراء المحللين لتطوير وابتكار حلول ذكية للمشاكل التي يعاني منها قطاع النقل وبالتالي المساهمة في بناء مدن ذكية ومرتبطة بالتقنيات الرقمية بشكل فعال وآمن . وتسعى هذه الفرق التقنية المتخصصة التي يشرف على تدبير عملها وتوجيهها المهدي كلزيم في إطار مديرية ( الحلول الذكية ) التي يرأسها بمؤسسة ( إنيكو ) العمومية إلى وضع مخططات وبرامج اعتمادا على ما تتيحه التكنلوجيات الحديثة في مجال المعلوميات والرقمنة من أجل التنبؤ بحركة المرور على شبكات الطرق في الوقت الحقيقي وتحليل البيانات والمعطيات حول احتمالية الحوادث وأعطاب الشبكة وتدبير حركة النقل الجوي مع تطوير حلول الذكاء الاصطناعي المعتمد في مجال النقل . وينتمي المهدي كلزيم المهندس الشاب الذي ازداد عام 1982 بمدينة سلا بدون شك إلى هذا الجيل الجديد من الشباب المغاربة الذين استطاعوا تحقيق نجاحات وإنجازات مبهرة كل في مجال تخصصه وتمكنوا بالتالي من تقديم صورة مشرفة عن مغاربة العالم الذين يشتغلون في العديد من القطاعات خاصة في مجال العلوم البحثية الدقيقة بمختلف دول العالم . لقد حصل المهدي كلزيم على شهادة الباكلوريا من ثانوية صلاح الدين الأيوبي في مدينة سلا تخصص العلوم الرياضية قبل أن يتوجه إلى إسبانيا وبالضبط مدينة فالنسيا لمواصلة دراساته العليا بجامعة البوليتكنيك بذات المدينة عام 2000 . في عام 2004 تمكن من الحصول على منحة دراسية لمتابعة دراستاته العليا في فرنسا والحصول على دبلوم مزدوج فرنسي إسباني في تخصص هندسة الاتصالات اللاسلكية والإلكترونيات من المدرسة الوطنية العليا للإلكترونيات وتطبيقاتها قبل أن يلتحق في عام 2006 بالشركة الفرنسية ( باروت ) التي تتخذ من باريس مقرا لها والمتخصصة في تطوير وتسويق وحدات ( البلوتوث ) في سوق السيارات حيث شغل منصب مهندس تصميم لمدة عامين وهي التجربة التي سمحت له بالانتقال إلى الصين والإشراف من هناك على إنتاج هذه الوحدات الإلكترونية لفائدة الشركة التي يشتغل فيها . وفي عام 2009 عاد المهدي كلزيم إلى إسبانيا لبدء مهمة جديدة كمنسق مشروع ثم رئيس العديد من المشاريع في المجالات المتعلقة بتدبير النقل والمرور وإشارات السكك الحديدية والمدن الذكية ومن هناك تولى منصب منسق مشروع تنفيذ نظام المساعدة على الاستغلال الذي اعتمدته شركة الطرق السيارة بالمغرب على مستوى الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاءوالرباط لفائدة الشركة الإسبانية ( سيسي ) المتخصصة في أنظمة مراقبة حركة السير والجولان . كما شغل بالمملكة العربية السعودية منصب مدير مشروع في الشركة الإسبانية ( تيليفان ) المتخصصة في تدبير حركة السير والمرور على المستوى الحضري وبين المدن إلى جانب إشرافه على تنفيذ مشاريع إشارات السكك الحديدية في إسبانيا والجزائر ومصر لفائدة مجموعة ( سيمنز ) الألمانية الدولية المتخصصة في قطاعي الطاقة والصناعة وغيرها . يقول المهدي كلزيم في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الاشتغال في بلدان ومناطق مختلفة من حيث الثقافة ومن حيث النمو والتطور مثل الصين وإسبانيا وفرنسا والجزائر ومنطقة الشرق الأوسط أو المغرب " قد سمح لي بإغناء تجربتي الشخصية وتطوير مهاراتي اللغوية وكذا إمكانياتي ومؤهلاتي في مجال تدبير والإشراف على المشاريع كما مكنني من اكتساب خبرة ومراكمة تجارب تقنية متنوعة " . وأضاف " على الرغم من أنني ابتعدت قليلا عن الجانب التقني البحت في تنفيذ المشاريع فإن تجربتي قد سمحت لي بدعم مهاراتي في مجال التدبير واكتساب رؤية معمقة وشاملة حول كيفية اشتغال الشركات والمؤسسات الدولية الكبرى وكذا اتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف المعقدة " . بالنسبة للمهدي كلزيم الذي لم ينسه الاشتغال في تدبير والإشراف على مشاريع كبرى حبه الأول مجال الرياضيات حيث تسجل خلال هذه السنة للتحضير لشهادة أخرى في نفس التخصص بالجامعة الإسبانية للتعليم عن بعد ( أونيد ) فإن الهندسة تشكل تخصصا يزاوج بين روح الابتكار والإبداع وبين المهارات العلمية والبحثية الدقيقة . يقول " أعتقد أن المثابرة والصبر والالتزام تشكل مجتمعة أساس النجاح سواء على المستوى الشخصي أو المهني على حد سواء " مشيرا إلى أن على الشباب المغاربة الذين يرغبون في متابعة دراساتهم العليا في إسبانيا أن تكون لديهم الثقة بالنفس وبقدراتهم وأن يصروا على تحقيق أحلامهم . كما لا يخفي المهدي كلزيم رغبته الدفينة في أن يعود يوما ما إلى المغرب لإطلاق مشروعه الخاص الذي يحلم بتحقيقه والمساهمة بالتالي في تنمية وتطوير بلاده وشق مسار متفرد في مجال التكنلوجيات الحديثة والتقنيات الرقمية .