اتهم تحقيق سري، أعده مركز أبحاث متخصص بجمهورية فرنسا، الإسلاميين وخصوصا منهم جماعة "العدل والإحسان" بالوقوف وراء حملة المقاطعة التي عرفها المغرب بداية شهر أبريل من سنة 2018 وضربت 3 علامات تجارية كبرى. ونقل موقع (م.ا) المعروف بقربه من المخابرات الفرنسية، عن أسبوعية "لوبوان"، أن جماعات إسلامية تهدف إلى زعزعة استقرار المغرب وضرب مقدراته الإقتصادية هي من أشعلت حملة المقاطعة بكلفة مالية مرتفعة وصلت حد الآلاف من الأورو. وأشارت المجلة إلى أن المنشورات التي يتم تعميمها غالبا عبر “الرعاية المدفوعة” في مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم هذه الشركات برفع الأسعار بشكل لا مبرر له، مشددة على أن “هذه الحركة الظاهرة للمستهلكين الساخطين ستتخذ بسرعة منحى سياسيا أكثر”. في الواقع، سوف تفسح الاحتجاجات ضد الأسعار المرتفعة سريعا المجال أمام الهجمات العنيفة التي تستهدف بشكل خاص رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، فضلا عن الأحزاب الأخرى في الائتلاف الحكومي مثل حزب العدالة والتنمية، – والذي “أبدى دعمه للمقاطعة في البداية”، تضيف المجلة، مشيرة إلى أن كل هذه التشكيلات “تحني أسلحتها استعدادا للانتخابات التشريعية لعام 2021”. وحاول تحليل EPGE العودة إلى مصادر هذه الحملة، حيث يتحدث عن موقع Kifaa7 الذي يعد مصدر صفحات مجهولة المصدر، فضلا عن مدونين ينشرون مقالاتهم، على سبيل المثال، مغني الراب الإسلامي محمد زياني Mc Talib، بالإضافة إلى عدد من “الهاكرز” الذين عملوا على مضاعفة المشاهدات والرسائل بطرق مثل “Astrosurfing” أو عبر “spam” و”bots”، حسبما نقلت المجلة الفرنسية. ومن بين الهاكرز الذين تم تحديدهم، كشف EPGE عن اسم جواد فاضلي، المعارض القوي للمهرجانات الموسيقية، حسبما ذكرت وسيلة الإعلام الفرنسية، مشيرة إلى أن محققي المركز توصلوا من خلال التدقيق إلى أن تسجيل 37،000 “إعجاب” في أقل من ساعة في ليلة 21 أبريل 2018، تم عن طريق الدعايات المدفوعة وشراء الآلاف من “المتابعين” أو “الإعجابات”، وهو ما يتطلب تكاليف كبيرة، وبالتالي، الحملة تمت بتمويل كبير وصل إلى مئات الآلاف من الأورو. وتشير الدراسة إلى أن “بعض هذه الأموال يمكن أن تكون قد جمعت من مجموعات خيرية باسم (الزكاة)، تنشط على الشبكات الاجتماعية مثل Faysbouki TV التي يملكها إمنير أمين، وهو ناشط على موقع “يوتيوب”، من المؤيدين لاستقلال الريف، وداعم رئيسي لمقاطعة 2018”. المجلة أشارت كذلك إلى أن هذا الأخير هو من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري السابق محمد مرسي، ويعبر عن إعجابه بالرئيس التركي الإسلامي رجب طيب أردوغان. المجلة الفرنسية أبرزت أن “مقاطعة 2018 تتماشى بشكل خاص مع أهداف الجماعة الإسلامية المتطرفة العدل والإحسان التي تدعو إلى الخلافة في المغرب” ، وهي تعد منذ سنوات كابوسا للملكية المغربية. “من خلال تحليل مقاطعة 2018، أظهر مسح EGPE أن أصحاب إيديولوجية الإسلام المتطرف، سعوا من خلال الاستخدام المنتظم والمتطور للغاية للشبكات الاجتماعية، إلى إشعال حرب رقمية، يمكن كما يخلص صاحب هذا التحليل أن تتسبب، في أي وقت، في زعزعة استقرار البلدان المغاربية، وتقويض النظام الاقتصادي للمغرب وخلق فوضى سياسية”