ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ملايين الأشخاص حول العالم، يتعرضون للضرر بسبب المعالجة غير الصحيحة. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العم لمنظمة الصحة العالمية "في كل دقيقة يموت خمسة أشخاص، بسبب خطأ في المعالجة". وهذا يتجاوز قتلى الانتحار أوالحروب أو الأمراض الفتاكة مثل الملاريا، إذ قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير نشرته يوم الاثنين (9 سبتمبر/ أيلول 2019)، إن هناك شخصا واحدا يضع حدا لحياته منتحرا كل 40 ثانية على مستوى العالم، وإن عدد من يفقدون أرواحهم بسبب الانتحار كل عام يفوق قتلى الحروب. وأضافت المنظمة أن قرابة 800 ألف شخص في المجمل يقدمون على الانتحار سنويا، أي أكثر ممن تقتلهم أمراض الملاريا أو سرطان الثدي أو الحروب أو جرائم القتل. وسينظم يوم الثلاثاء (17 أيلول/ سبتمبر 2019) ما يسمى ب"يوم صحة المريض"، حيث تعتزم منظمة الصحة العالمية لفت الانتباه إلى موضوع الأخطاء الطبية في معالجة المرضى. وستقوم بلدان متفرقة حول العالم بإضاءة معالم متفرقة باللون البرتقالي على غرار أهرامات مصر ونافورة جنيف الشهيرة. وأشادت منظمة الصحة العالمية بألمانيا إلى جانب بعض البلدان الأخرى، التي اعتبرتها المنظمة من الأمثلة الجيدة في تجنب ارتكاب الأخطاء قدر الإمكان. وأفادت المنظمة أنه في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وحدها، يموت سنويا 2,6 مليون شخص حول العالم، بسبب المعالجة الخاطئة. وتابعت المنظمة في تقريرها أن معظم الأخطاء، ترتبط بالتشخيص الخاطئ وكذلك الأدوية غير المناسبة. بالإضافة إلى عمليات بتر خاطئة للأطراف أو عمليات جراحة المخ، التي يمكن أن "تحدث على الجانب الخطأ من الرأس". وقال نيلام دهينغرا كومار المسؤول في منظمة الصحة العالمية "هذه مشكلة عالمية". أما عن أسباب المعالجة الخاطئة، فترى منظمة الصحة العالمية أنها تكمن في التسلسل الهرمي الصارم في الكثير من المؤسسات في المجال الطبي، حيث لا يجرؤ الموظفون الصغار على قول أي شيء أو يفضل الموظفون إخفاء الأخطاء خوفاً من الانتقام. وقال نيلام دهينغرا كومار إنه يجب الإقرار بالأخطاء لأن الإنسان معرض للخطأ، وأضاف: "لكن عدم التعلم من الأخطاء يعد أمراً غير مقبول". وأفادت منظمة الصحة العالمية أن توفير رعاية صحية آمنة بشكل كبير يساهم في توفير الكثير من المال، وأضافت أن المريض المتضرر يجب أن يبقى في العلاج لفترة أطول. يشار إلى أنه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، نجحت المستشفيات بين عامي 2010 و 2015 في توفير 28 مليار دولار ( 25 مليار يورو) بفضل تدابير سلامة أفضل.