قال "جون بولتون"، مستشار الأمن القومي لدى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، إنه قدم استقالته للرئيس يوم أول أمس الإثنين 09 شتنبر الجاري. وأضاف مستشار الأمن في تغريدة له على "تويتر"، أن "ترامب" أجابه بالقول:"لنتحدث في هذا يوم أمس الثلاثاء". وبالفعل، أقدم رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية على قبول استقالة مستشاره في الأمن القومي، وأحد دعاة الحرب، يوم أمس الثلاثاء 10 شتنبر 2019. وفي سياق متصل، أكد الباحث والمحلل السياسي المغربي "عبد الرحيم منار السليمي"، أن استقالة أو إقالة "بولتن" سيكون لها تأثير مباشر على ملف الصحراء. وأضاف الباحث، أن قرار الرئيس الأمريكي اقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون سيكون له تأثير على ملف الصحراء، فبولتون حاول تغيير إيقاع النزاع وكان وراء فكرة إصدار مجلس الأمن لقرارين في السنة،ومارس الكثير من الضغط في ملف النزاع، و كان يريد أن يكون الفاعل الوحيد داخل الإدارة الأمريكية في ملف الصحراء، وبإقالته تتغير العديد من الأمور، فالبوليساريو والجزائر يفقدان ورقة أخرى... من جهة أخرى، أوضح المحلل السياسي المذكور أن إقالة مستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون سيكون لها تأثير كبير على العديد من النزاعات في العالم منها نزاع الصحراء،فجون بولتون رجل حرب وخدماته الاستشارية التي يقدم في البيت الأبيض لا تسير في اتجاه تهدئة النزاعات وإنما اشعالها، ويلاحظ أنه كان وراء تقليص ولاية بعثة المينورسو إلى نصف سنة واصدار مجلس الأمن لقرارين في السنة حول نزاع الصحراء، بل إنه هدد بانهاء مهام المينورسو، الشيء الذي يعني أنه كان يبحث عن الحرب في نزاع الصحراء بدون تقدير مخاطر هذه الحرب ان وقعت على الاستقرار الاقليمي في شمال إفريقيا . والخطير في الأمر حسب "السليمي"، أنه(بولتون) حاول وضع نزاع الصحراء ضمن استراتيجية أمريكا في افريقيا دون التمييز بين نقط الارتكاز الاستراتيجي في السياسة الخارجية الأمريكية في افريقيا والتي يوجد المغرب من ضمنه، الشيء الذي جعله يصطدم بقيادة البنتاغون التي تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا أمنيا لأمريكا في القارة الافريقية. وأشار المفكر المغربي، أنه يبدو أن جون بولتون حاول الانفراد بملف الصحراء داخل الإدارة الأمريكية وهو مارفضه البنتاغون، لكنه مارس تأثيرا في ملف الصحراء إذن أنه استعمل آليات ضغط غيرت ايقاع النزاع إذ أنه ضغط لادراج ملف الصحراء في اجتماعات ومداولات مجلس الأمن مرات عديدة ،ويبدو أن باقي مكونات صناعة القرار في البيت الأبيض انتبهت خلال الثلاث أشهر الاخيرة لضغوطات بولتون في هذا الملف فحاولت تحجيم دوره لصالح البنتاغون. وختم "السليمي" بالقول:بإقالة بولتون تكون البوليساريو والجزائر قد فقدا ورقة حاولا استعمالها في نزاع الصحراء، فبخروج بولتون من البيت الأبيض سيعود ملف الصحراء إلى وضعيته العادية بأن يصدر قرار واحد في السنة عن قرار مجلس الأمن، بمعنى أن أولوية النزاع ستعود إلى مسارها العادي بتحررها من ضغوطات جون بولتون الذي كان له فهم خاطىء ومتسرع لنزاع الصحراء ولدور البعثة الاممية وباقي البعثات في حفظ الأمن والسلم الدوليين.