بالرغم من الموقف الثابت للسياسة الأمريكية في قضية الصحراء المغربية، إلا أن الفترة الأخيرة، عرفت تغيرات فيما يخص التعاطي مع الملف وفق تصورات الإدارة الأمريكيةالجديدة. وبالرغم من المقال الذي كانت، قبل حوالي الشهر، قد نشرته اليومية الأمريكية المرموقة "وول ستريت جورنال"، والذي خلصت من خلاله إلى أن الإدارة الأمريكية مقتنعة بأن الاستقلال ليس خيارا من أجل تسوية النزاع بشأن الصحراء المغربية، إلا أنه بالمقابل، سعت إلى إحداث بعض التغيير في سياستها، من خلال موقفها بتقليص التمديد لبعثة المينورسو من سنة كاملة إلى ستة أشهر فقط، والتهديده أكثر من مرة بإنهاء مهام البعثة مالم يتم إحراز تقدم في العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة بالمنطقة. هذه المواقف كانت من نتاج تصور مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، والذي كان يعد من صقور البيت الأبيض، والمتحكمين في في رسم سياسة الرئيس الأمريكي. وباستقالة أو إقالة جون بولتون، يكون المغرب قد كسب نقطة جديدة، في انتظار التعرف على المرشح القادم لهذا المنصب. وحسب ماتم تداوله فإن قرار إقالة مستشار الأمن القومي، شكل انزعاجا لدى قيادة البوليساريو، حيث سارع ممثلها بنيويورك سيدي محمد عمار إلى التغريد متأسفا على هذه الاستقالة، ووصفها بعض نشطاء الجبهة بمواقع التواصل الإجتماعي ب"الخسارة والنكسة الكبيرة". بولتون المقال كان قد جعل من قضية الصحراء، ساحة لمواجهة النفوذ الفرنسي، حيث شكلت مواقفه المرتبطة بتقليص تمديد بعثة المينورسو، والتهديد بإنهائها، إزعاجا لباريس، بسبب رغبته الجامحة في كسر الهيمنة الفرنسية على صناعة القرارات الدولية المتعلقة بنزاع الصحراء. كما أن استقالة بولتون، أصابت البوليساريو، بالسعار، لكونها خسرت رهانها على تعيين شخصية ديبلوماسية أمريكية في منصب المبعوث الاممي إلى الصحراء، قادرة على مواصلة الزخم والدينامية التي خلقها المبعوث السابق الألماني هورست كولر، قبل استقالته في ماي الماضي.