نظام العالم الآخر بين الصدمة والتكرار الخاطئ.. المغرب اليوم يقف أكثر قوة ووحدة من أي وقت مضى    الدرهم "شبه مستقر" مقابل الأورو    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    حارس اتحاد طنجة الشاب ريان أزواغ يتلقى دعما نفسيا بعد مباراة الديربي    إبراهيم دياز مرشح لخلافة ياسين بونو ويوسف النصيري.. وهذا موقف ريال مدريد    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    اتفاق "كوب 29" على تمويل ب300 مليار دولار يخيب أمل الدول النامية    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    افتتاح 5 مراكز صحية بجهة الداخلة    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بنكيران: مساندة المغرب لفلسطين أقل مما كانت عليه في السابق والمحور الشيعي هو من يساند غزة بعد تخلي دول الجوار        ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    غوتيريش: اتفاق كوب29 يوفر "أساسا" يجب ترسيخه    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    دولة بنما تقطع علاقاتها مع جمهورية الوهم وانتصار جديد للدبلوماسية المغربية    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كفى استهتارا بأرواحكم وأرواح العباد وأحبوا الحياة تحبكم الحياة
نشر في أخبارنا يوم 10 - 09 - 2019

أحبوا الحياة كما هي تحبكم الحياة وعيشوها كما هي تعيش لكم الحياة أيها المبتلون بأصناف المخدرات-عفا الله عنكم وأحسن إليكم بالتوبة إليه مما أنتم فيه وعوضكم بخير منها لتعيشوا حياتكم أفضل- متى كانت المخدرات إذن بشتى ألوانها ترسم السعادة لصاحبها وتعطيه الأمل في شكل الحياة التي يريد ويفضل ويحلم بها،إنما هي صورة تبدو له وردية اللون لتتحول بعد ذلك إلى داكنة رمادية ثم سوداوية بفعل ما يسحبه دماغه ولاوعيه من إشارات وصور للتعبير عن حالة حزن أو قلق أو فرحة ينبع عنها أحيانا سلوك متهور أو حالة انطواء وانغلاق بحسب نوع أو كمية الجرعة المتناولة قبلئذ
إن أكثر ما تأثرت له مؤخرا هو ذلك الرضيع وأمه وهم يشهدان على مقتلة بين أشخاص بأحد الأحياء الهامشية بالدارالبيضاء، إذ ضرب أحدهم بآلة حادة بعد شجار لم يدم طويلا وبالليل- فمات على الفور، وحادث بتر أذن شاب خنيفري بمدينة الدارالبيضاء نفسها من طرف شابين يحترفان اللصوصية، وذلك كله بغرض الاستيلاء على هاتف نقال يساوي 500 درهم
وفي هذا الصدد، كان قد اقترح بروفيسور جراحة التجميل المحنك والمتألق دوليا الدكتور لحسن التازي بعد إعادة ترميم وتجميل الأذن المبتورة للشاب الضحية،بأن تقوم الدولة وأجهزتها بعقد مناظرة وطنية عن ظاهرة الإجرام المتفشية
ودعا إلى مشاركة الضحايا ومن تسبب لهم في ذلك أيضا لنسمع لهم وعن مشاكلهم وحضور الآباء والأمهات والأساتذة والمربين وعلماء النفس والاجتماع ورجال ونساء الأمن والمختصين في علم الجريمة والشباب العاطل
وذلك في أفق تشخيص فعال للمعضلات وإيجاد الحلول الشافية من هذه الأمراض السوسيو-نفسية.كما أشار إلى أن المراكز المحدثة لعلاج آفة الإدمان جيدة ولكنها غير كافية
ويذكرني هذا الطرح أيضا بتصريح إحدى الناشطات الأمازيغيات التي قالت بأن الغالبية العظمى ممن "يشرملون" عباد الله هم أبناء أمهات عازبات ينحدرون من آباء مجهولين
وإلى متى هذا العبث إذن بأرواح العباد ليل نهار بسبب تناول جرعات زائدة من الأقراص المهلوسة أو من المخدرات القوية المفعول
يبقى همي الأول هنا بهذه الصرخة وبهذا النداء وهم الكثيرين من الغيورين عن أطفال وشبيبة أمتنا هو أن نحسس الآباء والأمهات بضرورة دعوة أبنائهم الى الانخراط في دور الشباب والتسجيل بمركبات القرب المندمجة الرياضية والثقافية والاجتماعية وتفعيل النشاط والحيوية اللازمة بالجمعيات الجادة المنتشرة في كل ربوع المملكة ،والتي توفر قدرالممكن الوسائل وآليات الاشتغال والفضاءات المخصصة لممارسة مختلف الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية
وقد ساهمت أيضا و بشكل ملحوظ ،الدولة والجماعات المحلية والفاعلون في الميدان خصوصا في السنوات الأخيرة في بناء وتجهيز العديد من المركبات السوسيو- ثقافية والرياضية والاجتماعية وغيرها مما يمكن للاطفال والشباب من ابراز مواهبهم والكشف عن طاقاتهم في كل المجالات الممكنة من أجل إنقاذ أبناء الأمة من غول الإرهاب القاتل ومن ثالوث الاجرام الخطير :الجهل والإدمان والعنف
ويخيل إلي وأنا أسترجع ذكريات وأحلام الطفولة والشباب أنني عدت الى سنوات العمر الأولى وهي الأحلى عند كل انسان ، وهنا تطوى المراحل كلها ويعاد تأسيس مفهوم القيم ليغلب جانب الخير على جانب الشر في نفوسنا ونستحضر معاني النبل والطهر والاخاء والمساواة والتسامح وحب الوالدين وعشق الوطن ونبذ الارهاب وغيرها من القيم الايجابية التي تشتغل عليها دور الشباب والجمعيات التي تدور في فلكها
وبقدرما أسعد لما أرى الشبان والشابات والاطفال والطفلات يملؤون فضاءات دور الشباب والأندية والجمعيات المهتمة بهم ، بقدر ما يعتصر قلبي ألما وحزنا على غيرهم ممن اختاروا أسهل الطرق في تضييع الجهود وقتل الوقت وملء الأزقة والشوارع بما لا ينفع ولا يفيد أواستهلاك ما ينخر الصدر ويقضي على العقل ،وثالثة الأتافي هي الفئة التي تقاد بوعي أو بدون وعي الى ما كينة الارهاب أو الى مسلسل الاجرام
وهنا يأتي دور الآباء والأمهات على وجه الخصوص، وهم ثلاثة أصناف : اما مدرك لأهمية الفضاءات التربوية كدور الشباب فلا يدع فرصة تضيع منه للانخراط والمشاركة والحضور الفعلي ، حيث لاحظت تهافتهم على ذلك ، وخاصة من جانب الكثير من الأمهات ، فمنهن من تتحملن العناء من أجل تلك الفرصة أومن تحمل رضيعها بين ذراعيها وتبحث لها عن موقع بين الحضور، وكلهن يزغردن ويصفقن فرحا بأعمال أطفالهن على الخشبة ، واما مدرك لأهمية ذلك ، غير أنه متردد أو متخوف من المغامرة ، فيحرص على عزل أبنائه عن العالم الخارجي بما فيه الشارع والدرب أو الحومة وحتى عن بعض الأصدقاء غير الموثوق بهم ، ويكتفي بالخروج معهم والحلول معهم أينما حلوا أو ارتحلوا ، لا يفارقهم قيد أنملة سوى عن المدرسة
والنشاط الرياضي و خلافه، واما غير مدرك تماما لتلك الأهمية أوغير مبال بالمرة بأبنائه ، فيدعهم يتخبطون في لغة الشارع ويتعلمون أقبح الأوصاف منه ،لا يسأل عنهم متى خرجوا ولا متى عادوا منه ،تاركا اياهم يعبثون بمرافق البيئة والمجتمع ويزعجون العباد بشتى وسائل اللعب غير الآمن في الأزقة والشوارع وعند مداخل الأسواق و أبواب المساكن ومواقف السيارات والحافلات وغيرها من المواقع التي لا تحتمل أكثر من مهمتها التي وضعت من أجلها
وللصنف الأول ، تحية اجلال واكبار لما يتحملونه من أعباء مضافة الى أعبائهم طوال السنة الدراسية ، وللصنف الثاني أقول ما قاله الله سبحانه وتعالى لأم موسى عليه السلام " فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي "
وقد ألقته بالفعل، وهو رضيع في النهر حتى كان ما كان بقصر فرعون ، كبر الصبي وصار آية من آيات الرسل والأنبياء. فلا تترددوا أيها الآباء والأمهات في دمج أبنائكم بهذه الفضاءات التربوية والثقافية والرياضية والاجتماعية ، ففيها الخير الكثيرلكم ولأبنائكم وللوطن ككل
أما الصنف الثالث وهو الأثقل على المجتمع، فندعوه الى مراجعة نفسه لأنه يلعب بالنار ولا يدري ، وما أكثر الحوادث الضارة التي تقع بسبب تهور ومجازفة أبناء هذا الصنف في الشارع العام ، وهو الذي يحتاج منا تعبئة وطنية عظمى عبر مختلف الوسائل التعليمية والتواصلية ، تنخرط فيها الأسر من جهتها ودور الشباب وما يرتبط بها من جمعيات وفضاءات تربوية من جهة أخرى و كذا وسائل الاتصال الجماهيري والمدارس والمساجد والاندية الثقافية والمكتبات العامة
ومن المفارقات العجيبة أنني كلما زرت بلدا في أوروبا أو أمريكا الشمالية ، وهو ما قد يلاحظه أي زائر لتلك البلدان المتحضرة ، يصعب علي أن أعثر على أطفال في الأزقة والشوارع ، وكأن البلد لا ينجب أطفالا أو ليس به أطفال ، لكن الحقيقة أنهم منتظمون في برامجهم وأوقاتهم ، وازدادت دهشتي لما رأيتهم يملئون مكتبات البلديات والمدارس والمنتزهات والملاعب والأندية والمركبات الثقافية ودور الشباب
بمثل هذا السلوك الحضاري نبني جيل الغد ونصنع أمة المستقبل ، وشئنا أم أبينا ، ففلسفة القرب في المنظومة التربوية لن تتكامل الا بارتباط المدرسة بالأسرة وأصدقاء البروالجمعية الفاعلة في الميدان ودار الشباب ومسجد الحي وفضاءات القرب التي يمارس فيها الأطفال والشباب أنشطتهم اليومية أو الأسبوعية وكذا برامج التخييم الصيفية التي قد تساهم أيضا في بناء الشخصية السوية الواثقة من ذاتها ومؤهلاتها والخدومة لأسرتها و المحبة لوطنها
ومن الأحياء التي لا تنعم بالراحة ليس بسبب جرائم السرقة والاعتداء على الحرمات ،ولكن بسبب ضجيج التقاذف بالكرة بساحة مرور ضيقة، تجزئة بشير2 بسلا على طريق القنيطرة, قرب مركز الحليب ومتجر كارفور بسلا وشركة بوزيد للحافلات،،إنهم فتيان طائشون من الذين لا يوقرون كبيرا ولا يعيرون أدنى اهتمام لقيم المعاشرة والتساكن والآداب والأخلاق العامة بين الجيران ،حيث يظلون يتقاذفون بالكرة وبالكلام الفاحش وبالصراخ والضجيج والصياح بأصوات منكرة. يقول الله تعالى في سورة “لقمان” : وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) وبإيحاءات جنسية سافرة وصاخبة مقرفة يشمئز منها السكان ومنهم المرضى والصغار والرضع والشيوخ والمستريحون من تعب الليل أو النهار،لا شغل لهم هؤلاء إلا المكوث في ساحة موقف السيارات بالحي المذكور منذ قدوم الصباح إلى وقت متأخر من الليل، لا وازع ينهيهم ولا ضمير يؤنبهم ولا آباء يراقبون أفعالهم المشينة أمام مرأى ومسمع من السكان الذين ضجروا من كل ذلك ،ويقولون اللهم إن هذا منكر
وقد سبق أن اقترح أحدالسكان إعداد عريضة في صيغة شكوى باسم السكان المتذمرين من هذه السلوكات غير المجتمعية ورفعها للسيد جناب وكيل الملك بسلا أو للسيد قائد المقاطعة أو للسيد عامل صاحب الجلالة على عمالة سلا حسب الاختصاص وكذا للسيد رئيس مقاطعة سلا المريسة وللسادة المستشارين المنتخبين عن دائرة الحي السكني تجزئة بشير 2
وقد ضجر حارس النهار السيد امبارك من أفعالهم و يواجه هذه المشكلة مع هؤلاء الفتيان الطائشين ممن يتجاسرون على راحة السكان عنادا أو تهورا أو حمقا حتى لا نقول اعجواجا وجب تقويمه في العقل والسلوك من قبل مختصين في العلاج النفسي والعقلي
أيها الآباء ..أيتها الأمهات..احموا فلذات أكبادكم من ثالوث الانحراف والتطرف والفراغ القاتل ومن التهامش
والتهامش من الهمش وهو صوت الجراد عند التزاحم والإهتياج أوصوت الإنسان الذي فيه جلبة وكثرة ومن الهمشة أيضا وهي صوت حركة وصياح الحيوانات ..ويقال تهامش القوم أي اختلط بعضهم في بعضهم الآخر وتحركوا وفي الحديث النبوي الشريف ، جاء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِو مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجْلِسَو فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ))أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما.وفي باب النهي عن الجلوس في الطرقات وإعطاء الطريق حقه ،جاء عالم جليل، وجمع هذه الآداب, في أربعة أبيات, مجموع هذه الآداب: أربعة عشر أدباً، قال هذا العالم
جمعت آداب من رام الجلوس علىدد++ الطريق من قول خير الخلق إنساناً
أفش السلام وأحسن في الكلام++++ وشمت عاطساً وسلاماً رد إحسانا
في الحمل عاون و مظلوماً أعن و++++ أغث لهفاناً واهد سبيلاً واهد حيرانا
بالعرف مر وانه عن المنكر وكف++++ أذًى وغض طرفاً وأكثر ذكر مولانا
ذكرني هذا بالتصريح الذي أدلى به لوسائل الإعلام سابقا ،السيد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية(البسيج)التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي) ،وتحدث فيه عن الخطرالمقلق بالنسبة للمجتمع المغربي، مشيرا إلى فراغ وشبه غياب تام لدور الآباء و الأسرة و دور المجتمع المدني في التربية والتوجيه والمراقبة والتأطير هكذا هو حال مجموعة من المراهقين بساحة موقف للسيارات بحي سكني مزدحم بتجزئة بشير2 بسلا قرب شركة بوزيد..يصرخون ويصيحون ويتقاذفون بالكرة ليلا ونهارا والناس في حاجة إلى الراحة . وذات ليلة ،نودي على سيارة الشرطة ،فحضروا مشكورين وشرعوا في تفرقتهم واحدا واحدا..الله يعز الحكام.ولا حول ولا قوة إلا بالله ،وكأن لا آباء ولا أمهات لهم ليرشدوهم إلى احترام الشارع العام و توقير الجيران ,,.هؤلاء يزعجون المارة والعربات ويحدثون ضجيجا وجلبة لا يطاقان مصحوبان بالكلام الفاحش أحيانا و لا ضمير ينهيهم ويردهم إلى الصواب في غياب أي وازع من الآباء والسكان ولا حول ولا قوة إلا بالله
إن واقع المجتمع المغربي في عامته وبصورته الحالية لا يبعث على الارتياح في استقبال مفهوم عصري ومتطور لتكنولوجيا العولمة بخيرها وشرها ونحن نرى بأم أعيننا كل يوم في أكبر المدن المغربية ،صورا ومظاهر لسلوكات “عقلاء لا دين لهم أو لمتدينين لا عقل لهم” وليس بينهم وبين التمدن والتحضر والمسؤولية والمواطنة إلا الخير والإحسان ،حيث تطغى على هذه الأفعال أوالأقوال أوالإيماءات أوالأصوات المنكرة وبالمعنى السلبي للمصطلح عقلية البداوة التي هي ضد الحضارة ،ولا يعني هذا بالطبع إساءة للبادية وجمالها وسكانها ، فأنا نفسي كنت ابنا مخضرما للبادية والمدينة ، وفي وجداني حنين لا يوصف إلى حلم البادية زمن الطفولة المبكرة ، لكن ،الحمولة السلبية للمصطلح هي المقصودة هنا ،وهي التي تظهر في مخالفة المرء لقيم الجوار والتساكن والتعايش والاحترام المتبادل للذوات والحاجيات المتعاقد عليها اجتماعيا ، فتجد في مجتمعك من يستمد أو يحاكي في طباعه كل أو بعض ما يوجد إلا في قاموس الضباع والحمير والبغال والكلاب والقردة والخنازير ، وقد وصف القرآن الكريم أيضا كل من أخل بميزان القيم الإيجابية في المجتمع البشري بأوصاف مثل هذه ، وكذلك فعل ابن المقفع صاحب “كليلة ودمنة” ، تجد كائنا بشريا سليم البنية بجسم بغل وعقل عصفور ، يصيح ويصرخ دون سبب معقول ، أو يرقب بفضول عجيب في زاوية درب أوركن حومة حركة المخلوقات دون مهمة أو أجر على ذلك وفي ركن زوي أو بمقهى ،قد تجد منهم من ابتلي ببيع السموم السوداء أوالبيضاء لمن غلبته الآفة ، عفا الله عن الجميع ، ولو عاد مريضا أو انخرط في عمل خير أو ازداد تعلما في حرفة أو في كتاب أو صقل موهبة ، لفتحت أمامه أبواب الرزق مشرعة خير من معانقة الأعمدة والالتصاق بالحيطان وزوايا الأزقة، وإذا تحدث لشخص أسمع كل من يمشي على قدم وإذا ضحك أيقظ الرضيع من منامه مفزوعا ، هو حر في رمي قمامته في المكان الذي يريد وليس في الذي يجب أن توضع فيه ، لأن حريته لا تنتهي حتى ولو بدأت حرية الآخرين ، وإذا كانت له سيارة أو دراجة نارية أو موتوسيكل ،فهو يزعق بها أو “يسركل” بها بين السكان ولمرات متتالية وقت ما يريد ، هو حر في امتلاك “لعبته” ، ولا يهمه من يحيط به ، ولا يكترث لمريض أو مستريح أو مفكر أو ذي حاجة.فقد عمت مدننا مظاهراجتماعية مقرفة أيضا وهي لا تعد ولا تحصى ومنها ما نشهده كل يوم وليلة من زعيق وصخب سيارات وموتوسيكلات المراهقين وبعض الشواذ والمخنثين ومنحرفي السلوك والشباب الطائش أوممن تربوا على الدلع الزائد و”الفشوش الخاوي” من المقلدين والمهووسين بسلوكات شباب الغرب غير الأسوياء ثم إنهم يأتون وقت ما شاءوا زرافات ولو بالليل وكأن شياطينهم تدفعهم دفعا إلى هذا الوقت بالذات ويأخذون في ” السركلة والذهاب والإياب” وسط الأحياء الآمنة وهم يصمون الآذان بأصوات محركاتهم ،لا وازع لهم ولا ضمير ولا تنفع فيهم نصيحة الا اذا التقوا بما يسمونها هم ب ” مشرطة الحناك” ، فيتحول كل واحد أو واحدة منهم إلى قطط وديعة “يطلبون ويرغبون” رجل الأمن أن يفك أسرهم ليذهب أي منهم عند الماما أو البابا سالما دون أذى.لابد أن تتكاثف الجهود في وضع استراتيجية متكاملة لتربية أو إعادة تربية المواطن غير السوي على روح المواطنة وعلى احترام حرية وحق الآخر في الأسبقية في الطابور والمرور و إخضاع الفرد للالتزامات التي يقررها الحق العام في السكينة والصحة والآداب العامة وكل ما من شأنه أن يخل بهذه الالتزامات ، وبالطبع فإن المهمة موكولة إلى الفرد نفسه وإلى الأسرة والأقارب والجيران و إلى التعليم والمسجد ودور الشباب والأندية وجمعيات المجتمع المدني وقنوات القطب العمومي والصحف المكتوبة والرقمية والإذاعات الخاصة ومنتديات الحوار والشرطة الإدارية وكل أطياف المجتمع والدولة.والفرق بين البداوة والتمدن هنا قد تجسده مثل هذه “النكتة” المغربية: واحد ما فاهم والو مسكين فهاد الدنيا، جاتو فيزا لفرنسا ،المهم اركب في الطيارة، أوهو جالس جات لعندو المضيفة قالتو اشنو تاكل وتشرب ،قالها لا اختي مناكل والو حتى يطلع مول البيض الطايب والخبز السخون
وصفوة القول،حكمة من شعر الأستاذ محمد الأسمر عن مرحلة الشباب
إِذا لم تحاولْ في شبابكَ غايةً +++ فياليت شعري أيَّ وقت تحاولُ
وكم من شبابٍ ضاعَ في غيرِ طائلٍ+++ فشابَ أخوه وهو في الناسِ جاهلُ
فاللهم اهد مستعملي الأقراص المهلوسة وأنواع المخدرات إلى الرشد و تب عن المدمنين على شرب الخمر، واعف عنهم أجمعين ورق لحالهم

واللهم احفظ البلاد والعباد من شر الداخل والخارج بعينك التي لا تنام وكن لها ولنا عونا على تخطي الصعاب والعيش في أمن وأمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.