اختتمت المناظرة الوطنية حول السينما، يوم الخميس 18 أكتوبر، و التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف وزارة الاتصال مع المركز السينمائي المغربي، في أجواء إيجابية تبرز مدى أهمية هذه المحطة التاريخية باعتبار أنها سمحت لمختلف المشاركين بالوقوف عند واقع السينما المغربية و استشراف آفاقها المستقبلية بغرض إعطاءها دفعة نوعية و تحقيق انطلاقة ثانية لهذا القطاع الحيوي. و قد وجه المشاركون في هذه المناظرة برقية شكر و امتنان لصاحب الجلالة على الرعاية السامية و الرسالة الملكية التاريخية هذه المبادرة المولوية التي تعكس مدى اهتمام جلالته بالنهوض بهذا القطاع و رؤيته الاستراتيجية لتحقيق ذلك.
و قد حققت أشغال هذه المناظرة، التي استمرت ثلاثة أيام، و شهدت حضور أكثر من 300 مشارك، الأهداف المتوخاة منها بامتياز، على اعتبار أن مختلف الورشات التي شهدتها هذه المناظرة خلصت إلى تقديم توصيات قيمة و غنية تروم معالجة مختلف الإشكالات و القضايا التي تتعلق بالفن السابع ببلادنا و تحدد التوجهات الاستراتيجية للنهوض بهذا القطاع.
كما أشادت التقارير المقدمة من طرف الورشات بالرسالة الملكية السامية التي خص بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس المشاركين في هذه المناظرة، والتي تلاها مستشار جلالة الملك٬ السيد عبد اللطيف المنوني٬ في بداية أشغالها، معتبرين أنها تشكل خارطة طريق ترسم ملامح فلسفة راقية و واضحة المعالم للارتقاء بكل مكونات المشهد السينمائي بالمغرب.
كما تميز الحفل الختامي بتكريم عدد من الشخصيات و الرموز التي قدمت تضحيات جليلة في سبيل الرقي بالفن السابع ببلادنا و الذين لا زالت بصمتهم جلية في الصناعة السينمائية المغربية، حيث سلمت دروع المناظرة تكريما و عرفانا لكل من فاطمة العلوي ونعيمة البوعناني و حسن العامري وفخر غازي عبد الرزاق وصالح العراسي.
و في كلمته الختامية، ثمن السيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مضامين الرسالة الملكية، مؤكدا على أن توصيات هذه المناظرة تشكل الأرضية الأساس لوضع خطة عمل واضحة لانطلاقة جديدة للفن السابع ببلادنا. كما دعا كل الفاعلين إلى الانخراط في هذا الورش الإصلاحي الذي يروم صيانة المكتسبات و الانفتاح على آفاق المستقبل. و ستبدأ اللجنة العلمية للمناظرة عملها تحت رئاسة السيد عبد الله ساعف، انطلاقا من التوصيات المقدمة من طرف مختلف الورشات بهدف تعميق النظر في عدد من قضايا السينما المغربية والانفتاح على تجارب دولية أخرى في أفق إعداد الكتاب الأبيض حول قطاع السينما.