ينطلق الدخول المدرسي وكثيرة هي الأسر المغربية التي يطاردها شبح مصاريف الحياة اليومية من واجبات التسجيل ومصاريف لا يمكن حصرها، خصوصا إذا اجتمعت في زمن واحد، كما هو الحال الآن حيث تزامن الشهر الكريم مع الدخول المدرسي إضافة إلى ما تم إنفاقه في العطلة الصيفية التي تعتبر ضرورة بالنسبة للأطفال الذين أسعفهم الحظ،أما الأغلبية الساحقة فتقضيها في العمل لتدبير مصاريف الدراسة. مصاريف يومية تثقل كاهل الآباء، مما يدع الكثير من الأسر المغربية إلى اللجوء لمؤسسات الاقتراض التي بدورها تستغل ضعف الزبون وحاجته المُلحّة لتضع الفائدة التي تراها مناسبة لها ، وتكون المشكلة أكبر إذا ما كانت الأسرة تتكون من أبناء يدرسون في مستويات مختلفة "ابتدائي ، ثانوي ، جامعي" حيث في الغالب الأعم تلجاْ بعض الأسر إلى بيع بعض من ممتلكات المنزل لتدبير مصاريف شراء الكتب وبعض الملابس الجديدة لأطفالها مما دفع العديد منها إلى المطالبة بالتخفيف من تضخم المواد والمقررات، ما يعني الحد من المصاريف المالية، والاهتمام بالكيف أكثر من الكم في التعليم العمومي والخصوصي على السواء. نوفيكم ببعض الآراء لمواطنين تحدثوا لنا عن واقعهم : تقول السيدة (ن.م) 38 سنة : مع اقتراب الدخول المدرسي أعجز أحيانا عن توفير مدخرات مالية لتغطية مصاريف الأبناء ، خصوصا عندما لا أجد من يقرضني ألجا إلى بيع بعض من مجوهراتي أو مستلزمات البيت لتدبير مصاريف الأبناء. السيد (ح.ر) 65 سنة : متقاعد له 8 أبناء، أحس بيأس كبير كلما اقترب الدخول المدرسي لاْن المعاش الذي يوفره لنا صندوق التقاعد لا يكفي أبدا للمصاريف اليومية ، لدى نلجأ إلى القروض الصغرى لتدبير مصاريف الأبناء. أما (ع.اْ) فيقول : رغم وضيفتي المحترمة أعجز أحيانا عن توفير مصاريف الأبناء الذين يفضلون قضاء العطلة الصيفية بالشواطئ، زد على ذلك مصاريف رمضان الكريم ، لتزامنه هذه السنة مع الدخول المدرسي ، لدى نلجأ إلى مؤسسات الاقتراض لتغطية مصاريف التسجيل وشراء الكتب . وكثيرة هي المعاناة التي تعيشها فئات عريضة من الأسر المغربية، والسؤال المطروح ، أليس من الممكن أن تجد الدولة حلا للتخفيف من هذه الهموم التي تثقل كاهل المواطن المغربي وتُكدّر عيشه ؟؟؟