يسود لدى الكثيرين اعتقاد بأن كل الدهون ضارة بالصحة. فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ للإجابة على هذا السؤال قالت خبيرة التغذية الألمانية داجمار فون كرام إن هذا الاعتقاد خاطئ؛ حيث يتوقف الأمر على نوع الدهون: فبعض الدهون ضارة، ألا وهي الدهون المشبعة، وأخرى غير ضارة، ألا وهي الدهون غير المشبعة. وأوضحت فون كرام أن الدهون المشبعة توجد في الأغذية الحيوانية كالزبدة ومنتجات الألبان واللحوم والنقانق، وبعض الدهون النباتية مثل زيت جوز الهند والزيوت النباتية المهدرجة، والتي تدخل في صناعة الحلوى والمخبوزات والوجبات الجاهزة والوجبات السريعة. وتتسبب الدهون المشبعة في إبطاء عملية الأيض وترفع مستوى الكوليسترول الضار LDL، ما يمهد الطريق للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك الأمراض الروماتيزمية. ولتجنب هذه المخاطر، لا يجوز أن تشكل الدهون المشبعة أكثر من ثلث الاحتياج اليومي للدهون. أما الدهون غير المشبعة فتنقسم إلى أحادية ومتعددة. وتعمل الدهون غير المشبعة الأحادية على خفض مستوى الكوليسترول الضار LDL وزيادة مستوى الكوليسترول المفيد HDL. وتتمثل مصادر هذه الدهون في زيت الزيتون وزيت اللفت، وبعض الأغذية النباتية كالزيتون والأفوكادو والمكسرات. وتعد الدهون غير المشبعة المتعددة مفيدة لبنية الخلايا، وتحمي الجسم من الالتهابات كالأمراض الروماتيزمية. وتشمل هذه الدهون أوميجا 3 وأوميجا 6 ، وتتمثل مصادرها في الأسماك البحرية كالسلمون والرنجة والماكريل والتونة وزيت الصويا وزيت دوار الشمس. وبشكل عام ينبغي تناول الدهون باعتدال بغض النظر عن نوعها سواء كانت مشبعة أو غير مشبعة.