قد يعتقد كثير من الناس أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التوقف عن تناول اللحوم الحمراء، واستبعادها من وجباتنا اليومية، خصوصاً أنها تعد من الوجبات الأساسية التى يتناولها الجميع، وعدة مرات فى الأسبوع الواحد، ولكن كثيراً من الناس قد يتخذون هذا القرار الصعب عقب الاطلاع على ما سنسرده لاحقاً من أبرز أضرارها على صحة الإنسان. أكد الباحثون أن هناك عدداً كبيراً من الأطعمة تحتوى على قدر مماثل من البروتينات الموجود باللحوم، بل وتحتوى على قدر أقل من الدهون المشبعة الموجودة بها، لافتين إلى أن الإنسان قد يصل إلى قناعة تامة للإقلاع عن تناولها عندما يعى جيداً الأطعمة البديلة التى تتفوق على اللحوم وتحتوى على كميات كبيرة من البروتين والدهون غير الضارة، وحينها سيتوقفون عن تناولها بشكل تام ودون حدوث أى آثار جانبية على صحة الإنسان. ويشير الباحثون إلى أن اللحوم الحمراء تحتوى على كميات كبيرة من الكوليسترول، وما يزيد من خطورة الأمر هو أن 75% من تركيز الكوليسترول بالدم يتم تصنيعه بواسطة الجسم، طبقاً لإحصائيات الجمعية الأمريكية للقلب، وهو ما يعنى أن الإنسان يجب أن يحصل على النسبة الصغيرة الباقية عن طريق تناول الأطعمة فقط. وتابع الباحثون أن اللحوم الحمراء تحتوى على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، والتى ترفع فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر وسرطان الأمعاء، لافتين إلى أنه لا ضرر من تناول الأطعمة التى تحتوى على الدهون المفيدة التى ترفع من مستويات الكوليسترول النافع "HDL" مثل زيت الزيتون والكانولا وجوز الهند وزيت فول الصويا، بالإضافة إلى سمك السالمون والسردين. وأما بالنسبة لمصادر البروتين البديلة للحوم الحمراء، فقد أشار الباحثون إلى أنها تشمل البقوليات، مثل البسلة والفول، وكذلك المكسرات والأسماك والبيض، كما أنه يمكن تناول اللحوم البيضاء، كبديل مثل لحوم الدجاج والديك الرومى والأرانب، حيث تحتوى على كميات قليلة نسبياً من الدهون المشبعة. بقى أن ننبه على توصيات الجمعية الأمريكية للقلب، بضرورة الابتعاد عن تناول اللحوم المصنعة، مثل لحوم الخنازير والسجق واللانشون والبسطرمة والسوسيس، حيث إنها تحتوى على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والكوليسترول الضار والصوديوم الذى يرفع الضغط الدموى، كما أنه يجب تجنب تناول الكعك والبسكويت وجميع المخبوزات التى تستخدم السمن الصناعى، والتى تحتوى على كميات كبيرة من الدهون غير المشبعة شديدة الضرر على القلب.