أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن الدهون والشحوم الأحادية وغير المشبعة، التي وجدت في شجيرات الأفوكا، وبعض الجوز، وكذلك في زيت الزيتون، تقوم بتخفيض الكوليسترول السيء، عندما تستخدم عوضا عن الدهون والشحوم المشبعة. بل أكثر من ذلك، أنها لا تخفض البروتينات الشحمية العالية الكثافة، وهي ما تعرف بالكوليسترول الطيب. وتقدر الدراسة التي قامت بها مدرسة هارفارد للصحة العامة، أنه إذا استبدل مقدار أقل من نصف الدهن المشبع بنشويات، فإن مخاطر الإصابة بمرض القلب تنخفض بحوالي 15 في المائة، لكن إذا استبدل ذلك الدهن بدهن أحادي غير مشبع، فإن المخاطر تهبط إلى 35 في المائة. تمتع بالبيض بما أن أكل الكوليسترول يرفع كوليسترول الدم فعلا، فإن أكل الدهن المشبع هو ما يرفعه إلى أعلى درجة. لذلك فإن البيض، الغني بنسب عالية من الكوليسترول أكثر مما في الدهن المشبع، لا ضير منه لمعظم الناس، إذ يسمح لهم بتناول ما يصل إلى أربع بيضات في الأسبوع. غير أنه بالنسبة إلى الأشخاص، الذين لديهم كوليسترول مرتفع، واضطراب شحمي موروث (كوليسترول عال في عمر مبكر جدا)، والذين يعانون مرض القلب، يجب أن يقلصوا هذه النسبة إلى اثنتين في الأسبوع. ويبقى تناول الدهن المشبع الخطوة الوحيدة الأهم في تخفيض الكوليسترول، إذ أن الدهن المشبع، أكثر من أي مكون طعام آخر، والموجود أساسا في اللحم ومنتجات الألبان، يثير الكبد لتنتج بروتينات شحمية أقل كثافة تسد الشرايين. ويعتبر الأطباء أن الحمية الذكية يجب أن تسمح بعشرين جراما، في اليوم، من الدهن السيء للأشخاص الأصحاء. الأحماض العابرة هناك دهن سيء آخر، يتمثل في الأحماض العابرة للدهون (TFA). فهي تنتج عندما يتحد الدهن غير المشبع بالهيدروجين، أو يعالج كيميائيا، ليتحول إلى جامد. إن هذه الأحماض العابرة للدهون لا ترفع البروتينات الشحمية الأقل كثافة (LDL)، فقط، وإجمالي الكوليسترول، لكنها، قد تخفض، بكميات كبيرة، البروتينات الشحمية الأعلى كثافة (HDL). وتوجد الأحماض العابرة للدهون (TFA) في العلامات التجارية للمرغرين (سمن صناعي نباتي)، وأنواع السمن والدهن، والزبدة، والأطعمة السريعة، التي تقلى طويلا، وكذلك في الفطائر والمعجنات المعبأة، والبسكويت الهش الناشف، والكعك. أهمية الحركة والإقلاع عن التدخين يقول الأطباء إن رفع البروتينات الشحمية الأكثر كثافة (HDL) بالحمية، فقط، هو أمر خادع، لكن ائتلاف التمرين والأكل الاستراتيجي يرفعه. كما تخفض الحركة يخفض التمرين، أيضا، ثلاثي الغليسريد، وهو دهن الدم الآخر، الذي له صلة بمرض القلب، ففي دراسة، أجريت بجامعة كولورادو الأميركية، كانت مجموعة ثلاثي الغلسريد في امرأة غير نشطة، بعد سن اليأس، تقارب 85 في المائة أعلى مما كانت لدى امرأة أصغر سنا. كما أن تدخين السجائر يثبط البروتينات الشحمية، الأكثر كثافة، إلى حوالي 6 في المائة في المتوسط، مع هبوط أكبر، بالنسبة إلى المدخنين بكثافة، وتدل بعض الدراسات أن الدخان من الدرجة الثانية قد يقلل، أيضا، البروتينات الشحمية الأكثر كثافة. تدل الكثير من الدراسات على أن التوتر قد يزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب. وكما وجد الباحثون في جامعة ولاية أوهايو أن الأشخاص، الذين يعبرون، دائما، عن غضبهم تجاه الآخرين، أو يكظمون غيظهم باستمرار، لديهم بروتينات شحمية أقل كثافة، لديهم حوالي 10 في المائة، أقل من مستويات البروتينات الشحمية الأقل كثافة. استكمال بالفيتامينات والاهتمام بالألياف وفول الصويا وأوميغا 3 يمكن استكمال المعالجة بالفيتامينات، إذ أن تناول 400 وحدة عالمية من فيتامين إي (E)، يوميا، بالإضافة إلى البروتينات الشحمية الأقل كثافة (LDL) في مجرى الدم، قد يساعد على منع كارثة انسداد الشرايين. وينصح الأطباء بأكل الألياف القابلة للذوبان، أكثر، وهي متوفرة في نخالة الأرز، والفول واللوبيا والفاصوليا والشعير والفواكه، والليمون والبرتقال والفراولة والجزر والتفاح. وهي الألياف التي تخفض من البروتينات الشحمية الأقل كثافة (LDL) دون تخفيض البروتينات الشحمية الأكثر كثافة (HDL). وكشفت دراسة في مجلة نيو انجلاند الطبية أن أكل ثلاث أو أربع ملاعق مائدة من بروتين الصويا في الدم، يخفض البروتينات الشحمية الأقل كثافة (LDL)، بحوالي 13 في المائة، وثلاثي الغيلسريد، بأكثر من 10في المائة. كما أن أحماض أوميجا 3 الدهنية، التي توجد في سمك السالمون، والأسماك الأخرى، تعتبر ذات أهمية. فهذا الدهن يمكن أن يخفض ثلاثي الغليسريد. وطالما أن الأسماك تحتوي على القليل من الدهن المشبع، فهي طريقة جيدة لقطع وتخفيض الكوليسترول الإجمالي، والبروتينات الشحمية الأقل كثافة (LDL) أيضا. لذا، ينصح بأكل ثلاث إلى أربع أوقيات، عدة مرات في الأسبوع.