تحتفل كثيرٌ من الشعوب الغربية في اليوم الرابع عشر من شهر شباط من كلّ عامٍ بذكرى عجيبةٍ غريبة، وعيدٌ ما أنزل الله به من سلطان يسمونه عيد الحب افتراءً على الحب وتجنّياً عليه، فلم يكن الحب في يومٍ من الأيام شكلاً من أشكال الإباحيّة والتحلل من القيم الأخلاقيّة والدينيّة، بل هو أسمى المشاعر الإنسانية التي عرفتها البشرية، وأكدت عليها الديانات السماويّة. أصل عيد الحب يعود أصل عيد الحب إلى القسيس الذي عاش في عهد الرومان واسمه فالنتاين، فقد حرم على الجنود الرومان في القرن الثالث الميلادي الزواج حتّى لا ينشغلوا عن المعارك التي كانت تخوضها الدولة، وقد قام القسيس فالنتاين سراً بالوساطة بين المحبين من خلال إسال رسائلهم إلى محبيهم وتسهيل التواصل بينهم، كما قام بعقد قران كثيرٍ منهم سراً، وفي يومٍ من الأيام اكتشفت السلطات الرومانية ما يفعله فالنتاين فقامت بالقبض عليه وإعدامه في اليوم الرابع عشر من شهر شباط سنة 275 ميلادية ليصبح القسيس فالنتاين قديساً منذ هذا اليوم، وليحتفل العاشقون في كل عامٍ بهذه المناسبة كعيدٍ للمحبين والعاشقين. حكم عيد الحب في الإسلام لا شك بإنّ عيد الحب في الإسلام هو عيدٌ مبتدع لا أصل له، ويحرّم على المسلمين الاحتفال به وذلك من وجوه عدة، هي: أنّّ الإسلام قد جعل للمسلمين شريعتهم ومناسكهم ومنهاجهم الذي يتميّزون به عن غيرهم، وأنّ من شأن تقليد الأمم التي ضلت عن سبيل الله أن يحرف المسلمين عن منهجهم القويم الذي ارتضاه الله لهم، كما أنّ في تقليد الكفار في أعيادهم تشبهٌ بهم، وقد نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن التشبه بالكفار بقوله: (من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ مِنهم) [صحيح]. إن الأمة الإسلامية تعرف أعيادها التي أجيز لها الاحتفال بها، وهذه الأعياد هي عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويوم الجمعة الذي يعتبر عيداً أسبوعياً، وقد ورد في السنة النبويّة المطهّرة أنّ النبي عليه الصلاة والسلام وحينما قدم المدينةالمنورة وجد الأنصار يحتفلون بعيدين كانوا يحتفلون بهما في الجاهلية، فنهاهما النبي عن ذلك حينما قال: (إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ) [صحيح]. إنّ عيد الحب الذي يزعمون تتخلله كثيرٌ من المعاصي والمنكرات، ففي هذا العيد يتجمع العاشقون، وتحصل بينهم الخلوة المحرمة، وأغلب المحتفلين بهذا العيد هم من العشاق الذين لا يرتبطون بعلاقةٍ مشروعة، وبالتالي يكون في الاحتفال بهذا العيد إشاعةٌ للمنكر والفاحشة بين المسلمين، وتعاون على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [النور:19].