تتجه الأوضاع بإقليم تنغير ومعه أقاليم درعة تافيلالت نحو التصعيد بعد انتشار نبإ مقتل عامل شاب للمناولة ينحدر من "أمان نوقيدار" التابعة لجماعة "واكليم" بمنجم "إميضر" للفضة، وهي ليست الحادثة الأولى في القطاع، فقد شهد في وقت سابق منجم "إيمني" بورزازات حادثة مماثلة أودت بحياة عامل في الثلاثينات، بينما أصيب اثنان من زملائه بجروح متفاوتة أثناء مزاولة عملهم في إحدى الورشات بالمنجم، ما خلف حالة من الإستياء والذعر وسط الساكنة المحلية وأعاد سؤال الأمن داخل المناجم للواجهة. الوضعية بالإقليم هاته الأيام تذكر المتتبعين ب"حراك جرادة" وخلفياته، علما أن المنطقة تعرف توترات إجتماعية مرتبطة بما هو منجمي منذ سنوات طوال، تشمل ما هو اجتماعي واقتصادي وحتى بيئي. عبد الواحد درويش، الناشط الأمازيغي بالمنطقة استغرب مما وقع في تصريح صحفي خصوصا وأن منجم "إيمضر" يصنف كأكبر منجم للفضة في إفريقيا، والرابع على الصعيد العالمي، معتبرا أن الاستنزاف والاستغلال البشع للمياه الجوفية، والتأثير الخطير لنفايات المنجم على البيئة، حول الإقليم لمنطقة منكوبة تقريبا، بسبب تنامي نسب الفقر بشكل مهول جد، رغم العائدات الضخمة للمنجم والتي لا أثر لها في تنمية المنطقة، والتي تحتضن حسب درويش أقدم وأطول احتجاج بالمغرب، بلغ حاليا حوالي سبع سنوات.