بكل تأكيد تتطلب فضيحة إضافة ساعة للتوقيت القانوني للبلد وتثبيت التوقيت الصيفي ردة فعل جماهيرية قوية، أولا لما لها من انعكاسات سلبية جمة على المواطنين على أكثر من صعيد ، وثانيا على الطريقة المهينة والمذلة التي فرضت بها؛ ففي وقت كان الكل ينتظر منتصف ليلة الثامن والعشرين من أكتوبر للرجوع للتوقيت القانوني تفاجىء الرأي العام الوطني بخبر عقد مجلس حكومي استثنائي طارئ لمناقشة نقطة وحيدة في جدول أعماله وهي الإبقاء على التوقيت الصيفي بشكل دائم وإعطاء مبررات وأعذار هي أقبح من الزلة نفسها . وفعلا وفي زمن قياسي تمت صياغة مرسوم الإبقاء على التوقيت الصيفي ومناقشته والمصادقة عليه ونشره في الجريدة الرسمية ليتم اعتماده ويصبح ساري المفعول . تحركت بعض مؤسسات الدولة وحضر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحت العلمي للقناة الثانية ليطمئن الناس على أن تنزيل المرسوم ستواكبه إجراءات مصاحبة للحد من انعكاسات على التلاميذ خصوصا لترتفع الأصوات المنددة بهذا الإجراء سواء النقابات او هيئات المجتمع المدني و الجمعيات الحقوقية وغيرها . وبقدر الاستغراب الذي اثارثه الوثيرة السريعة التي تم بها استصدار هذا المرسوم فقد استغرب الجميع من حجم ردة الفعل التي انخرطت فيها كل النقابات وهيئات المجتمع المدني وجمعيات اولياء واباء الثلاميد والنقابات القطاعية وغيرها وأعلنت عن صيغ وأشكال نضالية لمواجهة هذا الإجراء فكيف استطاع تقليص ساعة من المدة الزمنية الفاصلة بين الفترة الصباحية والفترة المسائية أن تحرك كل الفاعلين ولم يستطع الوضع الكارثي أصلا للمنظومة التعليمية برمتها أن يحجمع كل هؤلاء لتشكيل جبهة للمطالبة بإصلاح هذه المنظومة الفاشلة حيث يقبع المغرب في ذيل ترتيب الدول في سلم جودة التعليم وحيث تغيب الجامعات المغربية عن لائحة تصنيف 1000 جامعة أليس من الأولى أن توجه كل هذه الجهود للمطالبة بتغيير واصلاح هذا الواقع البئيس والعمل على تحسين ظروفه . ألم تكن مؤازرة ومساندة إضراب السائقين وأرباب الشاحنات أولى لما لارتفاع أسعار المحروقات على الحياة العامة والقدرة الشرائية للمواطنين ؟ استقالات بالجملة في قطاع الصحة وإضرابات متوالية للاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد واحتجاجات فئوية ومنطقية في كل مكان لم تستطع نيل إجماع دعم نقابات المحامين والجمعيات الحقوقية وجمعيات الآباء كما كان مع إضافة ستين دقيقة للتوقيت الرسمي ؛ فهل فعلا تاهت بوصلتنا ؟ وأصبح الماسكون بزمام الأمر هم من يضبطون إيقاع نضالاتنا كما ساعتنا ويحددون سقف مطالبنا؟.