ناقش خبراء مغاربة وأجانب أمس الخميس بفاس أحدث المستجدات والتطورات الأخيرة في تشخيص وعلاج أمراض الخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعا. وخلال يوم علمي حول أمراض الخرف نظمه مختبر علم الأعصاب السريري بكلية الطب والصيدلة بفاس، بمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر، أكد المشاركون من أساتذة طب ومتخصصين في العلوم على الأهمية القصوى التي يكتسيها تعزيز إجراءات التوعية والتحسيس على أوسع المستويات، سواء تعلق الأمر بالتعريف بهذه الأمراض أو إطلاع جميع المختصين وإشراكهم لضمان رعاية أفضل لمرضى الخرف وألزهايمر وتحسين حياتهم اليومية. واعتبر البروفيسور زهير السويرتي المتخصص في طب الأعصاب وعضو اللجنة المنظمة أن هذا اللقاء العلمي مثل فرصة للتركيز على تحليل أشكال مختلفة من الخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر، لا سيما وأن عدد المرضى الذين يعانون من هذا المرض في تزايد مستمر. وتأسف لعدم وجود هيئة تنسيقية على المستوى الوطني لمواجهة أمراض الخرف ومرض ألزهايمر، مضيفا أن هذا اللقاء العلمي يعد مبادرة أولى من أجل جمع مختلف الأطراف الفاعلة في جهة فاسمكناس للتصدي لهذا المرض، وبالخصوص مختبر العلوم العصبية السريرية، وكلية الطب والصيدلة، وقسم التحليل النفسي بكلية الإداب، وأقارب المرضى بالخرف ومختلف الجهات الفاعلة المعنية ببلورة مقاربة ناجعة للتصدي لهذا المرض ووقف زحفه. كما أعرب البروفيسور السويرتي عن أسفه لغياب جمعيات استقبال ورعاية مرضى ألزهايمر في الجهة، علما أن تداعيات هذا المرض على المستويين المادي والشخصي أكثر أهمية من تلك تسببها العديد من الأمراض الخطيرة الأخرى، بما في ذلك السرطان. من جانبه، أشار مدير مختبر علم الأعصاب السريري سعيد بوجراف إلى أن هذا المؤتمر يعقد في سياق وطني يتميز بشيخوخة السكان، وهو عامل خطر يتيح الأرضية الخصبة لتطور مرض ألزهايمر، مضيفا أن المؤتمر يمثل فرصة لتبادل الأفكار والنقاش بين مختلف المعنيين بما في ذلك أطباء الأعصاب ، وعلماء النفس والممارسين العامين، وكذلك من أجل التنسيق ومناقشة حول سبل التعامل مع هذا المرض. وشدد بوجراف على ضرورة توعية الممارسين وبالخصوص العاملين في قطاع الطب العام بأساليب التشخيص الحديثة المتوفرة، مضيفا أن تقديم الدعم والمصاحبة من قبل أقارب المصابين يلعب دورا حيويا في تطور العلاج وتحسن المصابين بأمراض الخرف ومرض ألزهايمر. ويعد مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعا ويشكل 60 إلى 70 بالمائة من حالات الإصابة بأمراض الخرف. يذكر أن مرض ألزهايمر مرض متطور يدمر الذاكرة والوظائف الذهنية المهمة الأخرى. في البداية، قد يلاحظ المصاب بالزهايمر اضطرابا خفيفا وصعوبة في التذكر ثم سرعان ما ينسى المصابون بالمرض مع تطوره حتى الأشخاص المهمين في حياتهم ويتعرضون لتغيرات كبيرة في الشخصية. ويعد مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعا للخرف، وهو مجموعة من اضطرابات الدماغ التي تسبب فقدان المهارات العقلية والاجتماعية. وفي مرض الزهايمر، تتدهور خلايا المخ وتموت، مما يتسبب في تراجع ثابت في الذاكرة والوظائف الذهنية. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بالخرف عبر العالم بحلول عام 2050 بمقدار ثلاثة أضعاف، بسبب شيخوخة السكان حيث قد يبلغ المصابون بالخرف بمختلف أنواعه بين 50 مليون و152 مليون نسمة بحلول عام 2050 ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتقول المنظمة إن ما يقرب من 10 ملايين شخص يصابون بالخرف كل عام، بما في ذلك 6 ملايين شخص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتؤكد المنظمة ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام لهذا التحدي المتزايد وضمان أن يتلقى جميع المصابين بالخرف بمختلف أنواعه وأينما كانوا يعيشون الرعاية التي يحتاجون إليها.