تقترح مجموعة من الخبراء الدوليين على رأسهم الفرنسي برونو دوبوا تعريفا جديدا بمرض ألزهايمر يتحرر من مفهوم الخرف ويتضمن تحديدا بيولوجيا للمرض. ويوضح دوبوا من مستشفى «بيتييه سالبيتريير» في باريس، «نحاول تحديث التعريف بالمرض» الذي كان «تشريحي-سريري». فتشخيص الإصابة لا تكون أكيدة «بل مشكوكا بها» عندما يكون المريض على قيد الحياة وفي مرحلة متقدمة من الخرف، و»يؤكد» بعد وفاته من خلال أخذ خزعة من الدماغ. وهذه المقاربة الجديدة التي نشرت إلكترونيا في المجلة المتخصصة بطب الأعصاب «ذي لانسيت نيورولوجي»، ترتكز على معايير تشخيصية جديدة عرضت في العام 2007 من قبل مجموعة الخبراء أنفسهم. وهي بالنسبة إلى البروفسور دوبوا قادرة على تحديد مرض ألزهايمر «في حوالي 100% من الحالات». ويشرح دوبوا «سبق وأثرنا الموضوع» في العام 2007 أما اليوم فقد حان وقت «للمضي قجما البت فيه»، من خلال «توضيح الأمور» بواسطة مصطلحات جديدة. ويوضح المتخصص في طب الأعصاب «يمكن الكشف عن مرض ألزهايمر سريريا من خلال أعراض محددة (متلازمة فقدان الذاكرة المرتبطة بالحصين) بالإضافة إلى التحديد البيولوجي». ومتلازمة فقدان الذاكرة من نوع المرتبطة بالحصين تترجم من خلال اختلال في الذاكرة العرضية وعدم قدرة الدماغ على تسجيل معلومة على قرصه الصلب. والتحديد البيولوجي يتضمن مؤشرات عدة: التأكد عبر صورة الرنين المغنطيسي من وجود تغير بنيوي في منطقة من الدماغ ترتبط بالمرض (الحصين)، كذلك الإضاءة على خلل في السائل النخاعي من خلال البزل القطني، بالإضافة إلى إثبات نشاط أدنى في بعض مناطق الدماغ من خلال التصوير الشعاعي الوظيفي. ويحدد فريق الخبراء أيضا «حالة ألزهايمر غير مكتشفة»، يمكن تسجيلها لدى الأشخاص الذين يملكون المؤشرات الحيوية الإيجابية من دون تشكيل عوارض. ويشير دوبوا إلى أن الفائدة الأساسية من هذا التعريف الجديد هو أنه «سوف يسمح باقتراح معايير لتطويع مرضى في إطار دراسات على عقاقير جديدة». وفي مقال نشرته أيضا «ذي لانست نيورولوجي»، أقر لون شنايدر من جامعة «ساذرن كاليفورنيا كيك سكول» في لوس أنجليس باهتمامه لاختيار مرضى بهدف القيام بدراسات سريرية. لكنه يبدي تحفظا أكبر في ما يتعلق باستخدام المؤشرات الحيوية كمعايير تشخيصية. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بالألزهايمر والأمراض المشابهة له في العالم خلال 20 عاما، مع 35,6 ملايين مريض اليوم مقابل 65,7 ملايين في العام 2030 وذلك بحسب تقرير جديد لجمعية «ألزهايمرز ديزيز إنترناشونال». وهذا المرض الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالشيخوخة، يتهدد الإنسان بشكل مضاعف كل خمس سنوات ابتداء من سن ال65. وقد يتضاعف بنسبة 50% في سن ال85 ويترأس البروفسور دوبوا في مستشفى «بيتييه سالبيتريير» معهد الذاكرة ومرض ألزهايمر الذي أنشئ في نهاية شتنبر.