شكل إفتتاح الملك محمد السادس الدورة البرلمانية يوم الجمعة المنصرم الحدث السياسي الأهم نظرا لإنتظارات عموم المغاربة لما سيحمله من رسائل وقرارات في ظل الإحتقانات الإجتماعية و الأحداث المتسارعة التي تعرفها البلاد. لكن سرعان ما إنتهى الخطاب الملكي و الجلسة الإفتتاحية حتى تناقلت وسائل الإعلام و صفحات التواصل الإجتماعي "شوهة الحلوى" تلك الصور و الفيديوهات التي فضحت البؤس السياسي المغربي ، فإذا كان عاهل البلاد ألح على ضرورة الرفع من الدعم الممنوح للأحزاب السياسية للقيام بواجبها ، حتى أبان بعض البرلمانيين دقائق بعد ذلك عن سلوك لا يليق بهم و لا بأحزابهم و لا بالمؤسسة التي يمثلونها حتى أصبحنا "شوهة" في القنوات الفضائية العالمية التي تناقلت الصور و التعليقات و أصبحنا "أضحوكة" العالم بإمتياز فيما يعرف بقضية الحلوى.
بقدر ما يعيش المغرب مشاكل عميقة و خطيرة تحمل في طياتها مآسي إجتماعية بقدر ما أن الساسة لدينا يتعاملون معها إما بنهج سياسة الآذان الصماء أو القيام بأفعال وحركات وتصرفات مخجلة ،أو الإدلاء بتصريحات تسير ضد التيار كأننا في كوكب آخر كمن يقول "المغرب أحسن من فرنسا....".
ونسوق حدث إنتحار معاق من فوق مبنى وزارة تعنى بشؤون المعاقين و الذي يعد ضربا للإنسانية وحقوق الإنسان المعاق و بمثابة المهزلة و غياب حس المسؤولية الأخلاقية قبل أن نتحدث عن المسؤولية القانونية و السياسية.
للأسف أن المغرب يسير بسرعتين ، شعب يتوق إلى تحسين أوضاعه الإجتماعية و الإقتصادية بناء على الثروات التي تتوفر عليها المملكة من معادن ، صيد بحري، سياحة ،فلاحة ، خيرات مختلفة و متنوعة... و هو حق مشروع و لا يمكن أن يجادل فيه إلا جاحد أو أناني وسرعة أخرى كالسلحفاة للمسؤولين الذي يتجاهلون هذه المطالب و ينتهجون سياسة كم حاجة قضيناها بتركها.
إن الأحداث و الفضائح بالمغرب تعرف وثيرة متسارعة الواحدة تنسينا التي سبقتها لكثرتها ، الشيء الذي يستوجب من الجميع القيام بوقفة تأمل ومسائلة الذات أولا ماذا نريد و إلى أين نحن ذاهبون وما هو دورنا لتطوير و تقدم بلادنا
و هل نحب هذا الوطن و ماذا نقدم لمواطنين من خدمات وحقوق و هل نحن راضون بأدئنا؟ حينما تكون لنا إيجابات صادقة وواضحة و مسؤولة يمكن إذاك طي صفحة الماضي و بداية صفحة جديدة بسرعة واحدة لصالح الوطن و المواطنين.