لا شك أن القهوة من أكثر المشروبات الساخنة شعبية في العالم، وتختلف عادات تناولها من بلد إلى آخر، وتحرص العديد من المقاهي والمطاعم، على تقديم قهوة شهية لزبائنها بنكهات متنوعة. وتقول الدكتورة سنام حفيظ، وهي طبيبة مختصة بالأمراض العصبية، وعضو هيئة تدريس في جامعة كولومبياالأمريكية، إن تقديرك القهوة يمكن أن ينبع من تنشئتك، وخاصة إذا كان والداك أو إخوتك الأكبر سناً يبدأون يومهم بكوب شهي من القهوة في الصباح. وتضيف الدكتورة حفيظ "ربما تكون قد شاهدت والديك يعيدان تعبئة كوب القهوة مراراً في المطبخ، أو تتسرب رائحة البن من غرفة نومك، أو ربما يكون شرب القهوة تقليداً ثقافياً في عائلتك أو مدينتك، فالكثير من ذلك يتم تعلمه ومن ثم التعود عليه". فهل يعوّد شاربو القهوة أنفسهم على الحاجة إليها؟ أم أنهم يحبون حقاً مذاق القهوة الشهية؟ يقول حفيظ إن الأمر يمكن أن يكون مزيجاً من هذين العاملين، وتشرح أنه إذا بدأ أحدهم في شرب القهوة على أساس يومي، يتبادر إلى ذهنه أنه بحاجة إلى الكافيين، وبالتالي يبدأ في الاعتماد عليه. وتشرح حفيظ "هذا هو سبب رؤيتنا للناس الذين يحتاجون إلى قهوة الصباح، وكوب آخر من القهوة في فترة ما بعد الظهر. فالقهوة توفر لهم التحفيز الذي يوجههم من الإرهاق إلى العمل". ووفقاً للدكتورة حفيظ، يفضل البعض تخطي كوب القهوة الصباحي، وربما يعود ذلك إلى أنهم يرغبون بتناول كوب من عصير أخضر أو الشاي أو الحليب بالشوكولاتة كمصدر بديل للطاقة، بحسب موقع إليت ديلي. وهناك علاقة حقيقية بين العقل والجسم، عندما يتعلق الأمر بمستويات الطاقة، فالشخص الذي يقول لنفسه إنه يحتاج إلى الكافيين يقنع نفسه بذلك، أما إذا كنت قادراً على اختيار مصدر بديل للطاقة، فعلى الأرجح أنت تمتلك إرادة قوية، ويمكنك تحويل معتقداتك وسلوكياتك وتبني أنماط أخرى من السلوك. وهناك الكثير من الجدل، فيما إذا كانت القهوة صحية أم لا، فإذا كنت من أولئك الأشخاص الذين يرفضون تناول كوب من القهوة عندما يُعرض عليك، فهذا دليل على أنك مهتم بصحتك، وتشير الدراسات، إلى أن الأشخاص الذين لا يشربون القهوة، عادة ما يملكون مزيداً من الانضباط والسيطرة على النفس، وأكثر وعياً واهتماماً بصحتهم، وأقل احتمالاً للإدمان على العادات السلبية.