أيام قليلة تفصل العالم عن يوم الخميس (14 من يونيو/ حزيران 2018) موعد انطلاق منافسات كأس العالم المقامة بروسيا التي ستمتد إلى غاية منتصف شهر يوليو/ تموز القادم. حمى التوقعات بلغت ذروتها، وأسماء المنتخبات المرشحة عديدة، وبالطبع في صدارتها الماكنات الألمانية، التي سطرت هدفا لها في روسيا لا يقل عن الدفاع عن اللقب العالمي والذي فازت به في نسخة البرازيل 2014. ورغم أن مباراة المانشافت الودية أمام النمسا وبعدها السعودية ضمن برنامج الاستعدادات الأخيرة، أظهرتا للعيان أن هناك الكثير أمام المدرب يواخيم لوف للقيام به، إلا أن للمنتخب الألماني وبكل تأكيد جميع المقومات للحفاظ على لقبه، والسر في ذلك يعود بالأساس لتشكيلة تجمع بين جيل شارك في بطولات سابقة وله تجربة دولية قوية، وبين جيل "جاهز" فنيا وبدنيا، ومتعطش للوصول إلى ما وصل إليه الجيل الذي سبقه. وإذا ما وصل المانشافت بالفعل في روسيا إلى هدفه المسطر، فسيكون أول منتخب ينجح في ذلك منذ 52 عاما، وذلك بعد إيطاليا (1934 و1938) والبرازيل (1958 و1962). خلطة لوف السحرية تضم أسماء أساسية على شاكلة الحارس مانويل نوير وثنائي الدفاع الفولاذي جيروم بواتينغ وماتس هوملس، وتوماس مولر وماريو غوميس في خط الهجوم، لكن أيضا أسماء شابة يعول عليها لوف بقوة لتعزيز خطورة الفريق. رويس "الصاروخ" الذي ينتظر فرصته من بين أهم الأسماء الجديدة في خط الهجوم ماركو رويس. ف"الصاروخ" الألماني، لاعب بروسيا دورتموند، لم يستطع المشاركة وبسبب الإصابة في بطولتين سابقتين. ولترجمة عطشه هذا صرح رويس للصحفيين أنه يريد "لعب دور جوهري" بقميص المانشافت. وفي روسيا سوف يتحقق حلمه أخيرا، فيما يدرك صاحب 29 عاما تماما أنها قد تكون فرصته الأخيرة لتسجيل اسمه في سماء الكرة العالمية. والمدرب من جهته يثني عليه في كل مناسبة، كتصريحه الأخير حين قال عنه: "أدرجته ضمن القائمة النهائية لأنه يلعب بفاعلية كبيرة جدا. وهو ذكي ويفاجئ الخصم. له القدرة على تنفيذ طلعاته بسلاسة. إيقاعه جيد، وذلك على مستوى التمريرات أيضا". كروس المايسترو الملكي لا يخفى على أحد أن التجربة التي خاضها ويخوضها لاعب خط الوسط توني كروس في ريال مدريد، أمدته بالمزيد من النضج والتألق. وهذا انصب بقوة في مصلحة يواخيم لوف والمنتخب الألماني. توني كروس أحد الحجرات الرئيسية في المانشافت مهمته تتمثل في الحفاظ على الانضباط وخلق الفرص. كما أن بطل أبطال أوروبا حديثا مع "الملكي الأبيض" يشكل "محور العمليات" إلى جانب دوره كمايسترو يضبط إيقاع اللعب، ويحافظ على الثبات والتأثير في مجريات اللعب. وبمعدل 94 بالمائة من التمريرات الناجحة يعد كروز واحدا من أبرز اللاعبين في مركزه. وتقييم لوف عنه أنه "يلعب بطريقة احترافية عالية ويمكنه تحمل الكثير. إنه لاعب مفتاح بامتياز. لا يفقد أعصابه مهما كانت الظروف". فيرنر وكيميش..الماكنات الحدثية أظهرت المباريات الأخيرة لألمانيا في إطار فترة الاستعدادات، أن المنتخب العتيد قادر على تجديد نفسه، وأن الجيل الجديد لا يقل خطورة عن المخضرمين. ولنبدأ بالفائز بلقب هدافي البوندسليغا في الموسم الأخير، تيمو فيرنر مهاجم لايبزيغ، الذي يتوقع الجميع هذا الصيف أن يقوم بكتابة اسمه بالخط العريض في روسيا. رصيد من الأهداف بلغ بقميص المانشافت 31 هدفا، 21 هدفا حملت توقيعه، و10 أهداف صنعها. من مميزاته سرعة فائقة تعادل سرعة لاعبي القوى للمسافات القصيرة. كما أن له قدرة عجيبة في الانتقال بين الأدوار وفق تطورات اللعب. يوشوا كيميش من جهته، يبقى رقما خطيرا سواء تعلق الأمر باللعب الدفاعي أو الهجومي، وذلك وفق المرك الذي يلعب فيه. وهناك تقاطع شديد بين التجربة الشخصية لكروس ولكيميش، إذ أن الأخير استفاد بدوره من تواجده في صفوف فريق قوي كبايرن ميونيخ الذي ينافس في الأدوار الأوروبية، ومن حظه أيضا أن الإسباني بيب غوارديولا كان من المعجبين به وقدم له دعما هائلا في بداية تجربته حين كان الأخير مدربا للبارين.