لا يكاد يمر علينا يوما إلا وندرك حقيقة الواقع وزيف الشعارات التي يروجها يعض رجال السياسة و نساء السياسة في البلاد ،الذين جعلوا من المواطن أداة للاغتناء السريع وجعلوا من وطننا بقرة حلوب وضيعة يسترزق منها كل سياسي ذو جاه اومنصب، وحتى احترام المواطن اضحت في مفهومهم وسيلة للسخرية والاستهزاء وما جاء على لسان وزير المالية لخير دليل عندما نعت شريحة واسعة من الشعب "بالمداويخ " لانهم نددوا بغلاء الاسعار واحتجوا بطريقة حضارية ترقى لأعلى مراتب الوعي الديمقراطي. ولعلنا بهذا الواقع المقرف نعي جيدا أننا تحت رحمة كائنات سياسية مرئية تملك نزعة تحكمية تسعى للاستحواذ على كل ما هو جميل اخظر كان او أزرق بوطننا العزيز وتحويله لضيعة كبيرة تربتها لا تزرع إلا البؤس بكل انواعه لحصد ثمار بكل اصناف التحقير والمهانة والذل و تحويل المواطن الى صنف البعير او احد اجناس الماشية حتى لا نعتبر خونة ولينحصر دورنا في اقتناء ما تجود به علينا هذه الكائنات من البقايا المحلية والمستوردة بسعر الزبناء . لقد آن الأوان لمقاطعة بعض الساسة الانتهازيين والفاسدين الذين ينتعشون على حساب معاناة المواطن البسيط المغلوب عن امره ،مستغلين اياه كسلعة تذر عليهم دخلا ضخما في سوق الانتخابات و الاحتكار والاحتقار ..!! ومما لا شك فيه أن حملة المقاطعة الاخيرة اظهرت الهوة والفوارق الطبقية بين ممثلي الامة ومن صوت لهم وعرت حقيقة كل ساسة البلاد الذين جعلوا من المواطن عبارة عن جسر للتسلق الطبقي ومراكمة جميع انواع الريع والامتيازات حتى اصبح وضعهم السابق يشكل كابوس مرعب لهم ويخافون العودة اليه ويحسبونها كماضي وجب القطع معه وبالتالي فإن صوت الموطنين كان عبارة عن ورقة يناصيب رابحة بإمتياز.