طال الزمان وشفنا وزير يصف أبناء وبنات المغاربة "بالمداويخ، و من قبة البرلمان. معالي الوزير " المديويخ "، لسنا من أهل عمر أو زيد، سياستكم لكم، برجل واحدة عرجاء...، هي لكم، برجلين اثنين مائلتين...، هي لكم وحدكم، ما يجمعنا معكم وبكم هي كلمة حق يجب أن نقولها لكم ولمنافسيكم السياسيين المتعفنين الذين يشربون عرق الفقراء في الحقول والمزارع والشركات...
حملة المقاطعة جاءت عفوية، بمبادرة من مختلف مكونات وشرائح الشعب المغربي المقهور الذي اكتوى بنيران الزيادات المتتالية التي أضعفت وأنهكت قدرته الشرائية وأنزلتها إلى الحظيظ، خصوصا وأن بعض الوزراء "كمامرهم قاصحين" يبادرون إلى المصادقة وصناعة قوانين ومشاريع تخدم جيوبهم وبنيهم وعائلاتهم ودويهم والمقربين منهم في ضرب صارخ لما يعرف خدمة الصالح العام للوطن.
عكس الزيادات المتتالية في أجوركم "المهبرة والسمينة" في أجورهم الشهرية ومعاشاتهم الغير مشروعة حسب ما صرح به الشعب المغربي إيان حملة "جوج فرنك"، سياسة نقص من طول الشعب وزيد في العرض ديال الوزراء والبرلمانيين...
بالله عليك معالي الوزير "المديويخ" ألم تستحي وأنت تخاطب الشعب من قبة البرلمان وتنعت المطالبين بمقاطعة منتوجات غذائية ومحروقاتية فاقت قدرتهم الشرائية "بالمداويخ يا الدايخ " الكبير، بهذا التصريح أظهرت وبينت بالملموس أن حرية الرأي مقموعة وكلمة الشعب غير مسموعة في أذانكم الصماء، وأن الكلمة على شفى مسدس إن خرجت أطلق عليها الزناد ليقبرها، يا معالي الوزير "المدويخ".
لقد أظهرت أنه لا يحق للمواطن التعبير عن رأيه بكل حرية، لا يهم من دعا إلى حملة المقاطعة هاته، سياسي نقابي "طبال، غياط، حلايقي، بناء، نجار، أستاذ معلم، قاضي، محامي..."، ما يهمنا هي الزيادة التي فاقت القدرة الشرائية للمواطن الذي تقوس ظهره من أعباء الحياة وزادتها الضرائب التي عفاكم دستوركم الخاص بكم وقوانينكم منها في الدنيا، وحتما ستؤدونها في الأخرة عند واحد أحد مقتدر.
ألم تنبث بزة، قطرة، شعرة دم في وجهك، مع العلم أنه لا وجهك لك، أو لم يكن عندك من الأصل عندما " قصحته وهرفت " على أرض مساحتها 300 متر في طريق "زعاير" بثمن أقل ما يقال عنه "فابور " لم يتعدى 350 درهم للمتر الواحد في منطقة تصل فيها البقعة الأرضية إلى مليار سنتيم.
معالي الوزير "المديويخ"، لا تهمنا السياسة ونزاعاتها المفتعلة في ما بينكم جميعا حيث "لا يوجد في القنافد أملس"، لأن الشعب أصبح واعيا وملما ومتتبعا بأحوال السياسة وعهرها الذي فاحت منه رائحة فساد كبير لا حدود له، فساد لن يطهره ماء معدني، فساد لن يطهره بنزين محطات وقود، فساد لن يمحوه بياض حليب معلب أو مجفف...، فساد بقع أرضية كبيرة في أرض حضكم منها يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطة ولا وزارة وسائق خاص... شبر وأربعة أصابع وخرقت بيضاء تستر عورتكم في الدنيا وصلاة جنازة على رجل، الحمد لله لأن الدنيا بالوجوه والأخرة بالزراوط، وما يهمنا أن الشعب أخد مبادرة من أجل الدفاع عن حقوق بأسهل طريقة تنجيه من الاعتقالات التعسفية والمحاكمات الصورية الجائرة التي يتعرض لها أبناء الشعب الغيورين الحقيقيين على هذا الوطن.
فساد وفساد، فساد نخر العمود الفقري للبلاد، فساد لن يُطهرَ إلا بدماء الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تعلى راية الحب والعدل والدمقراطية...، مناضلين تم اعتقالهم واختطافهم وتوريطهم في ملفات لا علاقة لهم بها ظلما...، لن يطهر إلا عندما يصبح الجميع سواسية أمام سمو العدل، أمام سلطة الشعب.
معالي الوزير "المديويخ"، عشنا وشفنا مدير شركة، يشرب الحليب بالمجان، الماء المعدني بالمجان، السكن الوظيفي بالمجان، بنزين سيارته بالمجان، الهاتف بالمجان، سفرياته بالمجان، كل شيء بالمجان، يصف المقاطعين بخونة الوطن، ألا يعتبر في نظركم أنه إنسان جبان.
في صغري أتذكر أننا كنا نشتري نحن أبناء الطبقة الفقيرة، حلوة "جابان" ونفرح بها ونغني ونرقص ونردد "جابان كول وبان"، بالفعل كنا ظاهرين وواضحين مع أنفسنا مقتنعين بما رزقنا به الله وقدره علينا، كبرنا ووجدنا أننا نعيش قسرا تحت رحمة أناس من طينتكم "المخير فيهم جابان يأكل مال الشعب وميبغيش إيبان"، ويفضل الاختباء وراء الستار والكاميرات المأجورة، لعلك تستطيع فهم أن حلوة "جابان كانت حلوة المذاق، وتصريحات هذا المدير الجبان الذي نعت أبناء الشعب المغربي بالخونة جبان ولا مذاق ولا طعم له.
أنا مع إستهلاك المواد والمنتوجات المحلية المغربية الوطنية الصنع، لكن بثمن معقول يتلاءم والقدرة الشرائية للمواطنين بمختلف درجات ورتبهم الاجتماعية، إقتصاد يوفر فرص الشغل تضمن الحياة الكريمة لكل مواطن، فمن العار أن تجد واحد لتر ونصف اللتر من الماء المعدني الأكثر مبيعا قبل الحملة التي عصفت به وإن كان معدني من الأصل بقيمة 6.50 درهم، وتجد ماء أجود منه بكثير في بلد أجنبي بثمن أقل، مثلا إيطاليا تسعة لترات من الماء ب 10.00 دراهم، أي ما يعادل حوالي 1.20 درهم للتر الواحد، ناهيك عن الزيت والحليب والسكر وباقي المواد الغذائية المستهلكة.
معالي الوزير "المديويخ"، أخبر مدير الشركة الذي وصف المقاطعين بالخونة، أنه هو وكل الذين من حولكم خونة، هم من ينهبون صناديق الدولة ويهربون بها إلى الخارج، هم من يجوعون فقراء بلدهم ويعيشون في دول أجنبية أخرى وبإمتيازات على حساب من وصفهم بالخونة.
معالي الوزير " المديويخ "، الوطن براء منكم إلى يوم القيامة، لا حس ولا عطف ولا حنان ولا شفقة ولا رحمة ولا رأفت لكم بها الوطن الجريح، الذي لا يجد فيه المريض ثمن علبة دواء، "ودغمة خبز يدخلها في وجهه"، وثمن محفظة وقلم ودفتر...
معالي الوزير " المديويخ "، متى أحببتم الوطن ؟
متى كانت لكم غيرة على الوطن ؟
هل تستطيعون أن تضحوا بأرواحكم من أجل الوطن ؟.
فالسؤال الأخير يعجزكم لا شك، لأنكم لن تضحوا بالمال ولا بالغالي والنفس من أجل الوطن في حالة لا قدر الله قامة القيامة ونشبت حرب مع أعداء الوطن، فقط اليوم عرف الشعب وتأكد أن خونة الداخل غالبيتهم من السياسيين والمتحكمين والمحتكرين للسوق الداخلية، وأن أعداء الخارج أقل خبث منكم لأنهم يظهرون ما يضمرون، عكس ما تظهرون وتضمرون أنتم، يا معالي الوزير "المديويخ"، الشعب عاق وفاق وأودعك على إيقاع أغنية "هذه البداية مزال مزال".