قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْفِتْنَةُ نَائِمَةٌ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَيْقَظَهَا (حديث ضعفه اهل الحديث) كثير من الصراحة لا يضر، وقليل من التحرك لتطهير الوطن من المفسدين وتجار السياسة قد يجنبنا كثيرا من الفوضى. نتفق مبدئياً على أن الفوضى شر، والشرور لا تبنى الأوطان، الشرور تهدمها، والفوضى ليست مجرد إرهاب أو احتجاجات غير منضبطة فى الشوارع ، للفوضى ألف شكل ولون، الإهمال فوضى، والفساد فوضى، وخلط المفاهيم فوضى، واتهام الناس بدون دليل فوضى، واتهام أى معارض لفكرتك أو للحكومة التى تدعمها أو تنافقها بأنه خائن دون دليل هو قمة الفوضى، لأنك بذلك تضرب وحدة المجتمع فى مقتل.. ولكنهم لا يعلمون!! الآن نعيش فى أيام كل معارض فيها لبنكيران وزبانيته يقذفه «جيش الهراء» بتهمة الخيانة، وكل موظف يكشف فسادا يراه هؤلاء خائنا يريد إثارة الفوضى، وكل كاتب أو صحفى يكتب نقدا هو خائن، وأى صوت يقول بأن المغرب يعرف تراجع في ظل حكومة بن كيران وعلى مختلف المستويات هو خائن، حتى وصلنا لمرحلة جعلنا فيها المحتجين على فرم مواطن بشاحنة النفايات بالحسيمة خونة. المحتجون على مقتل بائع السمك محسن فكري ومن قبله صيكا براهيم ليسوا خونة، ولن نقف مكتوفى الأيدى ونحن نشاهد سيوفكم تحمى فوق المسن لكى تذبحوهم باتهامات الخيانة وخلق الفتن للتغطية على فشلكم . قصة محسن المؤلمة كان لابد أن يتبعها رد فعل قاسٍ من بن كيران وأتباعه خصوصا أنهم يستعدون لتشكيل حكومة،وذلك بفتح ملف التحقيق مع المسؤولين عن قضية محسن فكري وصيكا براهيم وغيرهم ، والتحقيق لمعرفة من أهملهم ومن دمر أحلامهم، ولكن ذلك لم يحدث ترك السادة المسؤولون فى الحكومة القاتل وهرولوا لاتهام المتضامنين والمحتجين، تركوا المجرم وذهبوا لذبح المتعاطفين باتهام الخيانة. المحتجون ليسوا خونة، الخائن هو الوزير وكل مسؤول تابع هذا الملف من قريب أو بعيد ولم يقم بما يجب، الخائن هو الحكومة التى تجاهلت صيكا وفكري وغيرهم وأهملوهم وأهملوا مطالبهم على رفوف روتينهم وفسادهم. أنتم الخونة، أما المحتجون فقد كانوا على العهد ، الخونة هم من وعدوا الشعب بالاهتمام وتخلوا عنه. فكري وصيكا ضحية الخونة فى الحكومة الذين لم تسعفهم كفاءتهم وخذلهم إخلاصهم غير الموجود للوطن فلم يهتموا برعاية أبناءهم وأضاعوا على الوطن فرصة الاستفادة من جهود كل أبنائه. المحتجون ليسوا خونة لوطنهم وباحثون عن الفتن كما يريد الفاشلون الترويج لذلك، الخائن هو الوزير هو المسئول هى المنظومة التى تخلت عن واجبها تجاه الوطن ولم تهتم برعاية المواطنين ، فكري مجرد ضحية مصلوبة على صليب إهمال الحكومة وفسادها وجهل المسؤولين، ضحية مصلوبة يعذبونها الآن بتوجيه تهمة الخيانة لمن انحازوا له، كما عذبوها من قبل بالإهمال. يقولون إنهم يحبون الوطن، وإنهم يدعمون الأمن والاستقرار، ولكن فى أفعالهم ما يناقض قولهم الكثير، لأن من ضحوا بأنفسهم من أجل ضمان هدوء هذا الوطن، يفعلون ذلك فى صمت ودون طلب لشهرة أو ادعاء للمجد، بينما هؤلاء بارعون فى اختراع المعارك الوهمية(التحكم...)، لإهدار كل وقت، وكل هدوء دفع أبناءنا حياتهم لحصده وتوفيره، تراهم غاضبين من محاسبة رجال أعمال فاسدين، ومترددين فى التمركز على جبهة وطن يحارب فى كل الاتجاهات. ختاماً،هى ليست ألغازًا، فأنت تعرفهم بالاسم، هى فقط رغبة فى تجهيل من يستحق التجاهل، ودعوة لفتح الساحة لمن يستحق أن يوجد فيها.. تذكروا فقط أن كل مواطن دفع حياته ثمنًا ، فعل ذلك حتى تنعم أنت بهدوء وحياة أفضل، بينما هؤلاء أهدروا دمه، وافتعلوا بجهلهم ومصالحهم كثيرًا من المعارك التى تكدر السلم العام أكثر مما تفعله المؤامرات الخارجية. آخر الكلام: العزوف عن المشاركة يفتح الساحة لأراذل البشر.