مازال مسلسل غضب المغاربة جراء ارتفاع الأسعار في بعض المواد الاستهلاكية كالحليب والمياه المعدنية والمحروقات مستمرا إلى أجل غير مسمى، تحت حملة "مقاطعون" التي تبنتها شريحة واسعة من مواقع التواصل الاجتماعي وخرجت لحيز الوجود ولاقت استحسانا كبيرا من طرف أبناء الشعب المغربي تحت شعار " خلّيه يريب ".
الحملة استهدفت بعض الشركات المحتكرة للسوق كشركة للمياه المعدنية لصاحبتها رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب وشركة للمحروقات تعود ملكيتها لوزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، وكذا شركة للحليب ومشتقاته تحتكر سوق الألبان بالمغرب بشكل كبير.
حملة " خليه يريب " جاءت لدفع هذه الشركات لتخفيض الأسعار وحث المسؤولين على التدخل ووقف ما يسمى بالاحتكار ورفع أثمنة بعض المواد الاستهلاكية بين الفينة والأخرى بشكل عشوائي، حيث تم تضييق الخناق على المواطن بشكل مخيف ما اضطر عموم الشعب للبحث عن حل سلمي لوقف زحف هذه الشركات على حساب المواطن البسيط.
وعرفت هذه الحملة انتشارا واسعا بين المغاربة حيث أيدت نسبة كبيرة هذه الحملة في حين ظهرت فئة معارضة لفكرة مقاطعة المنتوجات المغربية، معتبرة أنها مؤامرة غير محسوبة العواقب لخدمة مصلحة الشركات المنافسة لتلك المقاطعة منتوجاتها، من خلال تساؤل هؤلاء المعارضين للسبب وراء خروج هذه الحملة في هذا الوقت بالضبط أي مع اقتراب شهر رمضان.
وواصل معارضو الحملة بطرح تساؤل حول الجهة التي روجت لهذه الحملة ضد منتوجات مغربية تعمل على تنمية اقتصاد البلاد، وما إن كانت الحملة نابعة من الشعب إلى الشعب أو هي خطة من طرف شركات ترغب في الظهور عن طريق تسخير سذاجة المغاربة في الترويج لحملات كهذه، وسبقت هذه الحملة دول أخرى كتونس التي قاطعت السمك تحت شعار " خليه ينتن " وكذا الجزائر بعد مقاطعة غلاء السيارات تحت شعار " خليها تصدي " .
حملة " خليه يريب " كبدت شركة الحليب خسائر فادحة منذ الأيام الأولى للمقاطعة، وفي الوقت الذي كان الشعب ينتظر خروج المسؤولين لتلطيف الأجواء والحوار مع المواطنين وتخفيض الأسعار، خرج مسؤولو الشركة ضدا في المغاربة من خلال نعتهم بالخونة وإقحام الفلاحين في الموضوع تحت ذريعة أنهم أول المتضررينّ، وأضاف ممثل الشركة أن مقاطعة منتوج مغربي هو ضرب في اقتصاد البلاد وخيانة للوطن، كما نعت وزير المالية المغربي هؤلاء المقاطعين بالمداويخ وهو الأمر الذي دفع المغاربة للخروج بهاشتاغ "كلنا مداويخ ولسنا بشفارة".