تطور الوضع الميداني في حلب بشكل كبير، مع الإعلان عن بدء الهجوم على المدينة بعد قصف مروحي عنيف وحشود عسكرية برية اتجهت نحو حي صلاح الدين الهدف الرئيسي لقوات النظام السوري من أجل استعادة السيطرة عليه. إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي أن الجيش الحر دمر عددا من دبابات قوات النظام أثناء محاولة اقتحامه. وأفادت شبكة شام الإخبارية بمجزرة في حي العرضي بدير الزور ارتكبها جيش النظام، حيث نفذ إعدامات ميدانية. بينما تم قصف كل من مدينتي تلبيسة والسعن في ريف حمص بشكل عشوائي، وأدى القصف إلى نزوح الأهالي. كما سقط عدد من الجرحى في القصف على مدينة الغنطو في ريف حمص. أما في درعا فشنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في مدينة أنخل، وفي حمص تم إحراق عدد من المنازل إضافة إلى عمليات قنص من حي العباسية الموالي للنظام. كما شهدت مدينتا كرناز وكفر نبوده في ريف حماة قصفاً عنيفاً، بالإضافة إلى قرية العشارنة وقلعة المضيق في ريف حماة اللتين شهدتا أيضا قصفا لساعات منذ الصباح. يأتي هذا فيما قال المركز الإعلامي إن جيش النظام ارتكب مجزرة في يلدا بريف دمشق بعد قصف من المروحيات وقصف مدفعي. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن جيش النظام ارتكب مجزرة حقيقية في قرية كورين بريف إدلب إثر القصف العشوائي من معسكر المسطومة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن اليوم السبت لوكالة فرانس برس السبت أن الجيش السوري شن هجومه المضاد، لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن "يمكننا القول إن الهجوم بدأ"، موضحا أن "اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء المدينة". وأشار إلى "تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة إلى حي صلاح الدين"، الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين. وكانت المدفعية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد قد واصلت قصف مناطق يسيطر عليها المعارضون حول حلب، تمهيداً لشن هجوم على المدينة في حين دعت تركيا إلى اتخاذ خطوات دولية لمواجهة هذا التعزيز العسكري. وقالت مصادر بالمعارضة إن القصف المدفعي محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة الموجودين داخل حلب من معاقلهم ولمنع رفاقهم خارج المدينة من إعادة تزويدهم بالإمدادات. وقال قائد للمعارضين خارج حلب يدعى أنور عن جيش النظم إنهم يقومون بقصف عشوائي لبث حالة من الخوف. وينظر للمعركة للسيطرة على حلب، وهي مركز قوة رئيسي في البلاد ويبلغ عدد سكانها 5.2 مليون نسمة على أنها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الأسد. وقد تمنح هذه المعركة أفضلية لطرف على الآخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.